فاروق جويدة
يجب أن تفرق وزارة الأوقاف بين مسئولياتها الدينية والمسئوليات الأمنية التى تديرها وزارة الداخلية .. إن التداخل فى الاختصاصات والأدوار بين الوزارات كارثة كبرى وكان آخر القرارات العشوائية المرتجلة لوزارة الأوقاف إغلاق ضريح الإمام الحسين ـ رضى الله عنه ـ تجنبا للطقوس الشيعية التى يمارسها انصار المذهب الشيعى فى مصر .. هناك خطأ دينى فى هذا القرار ان الإمام الحسين رضى الله عنه لا يخص المذهب الشيعى وحده كما يتصور البعض فهو حفيد المصطفى عليه الصلاة والسلام وقال عنه الرسول «حسين منى وانا من حسين احب الله من احب حسين» .. الخطأ الثانى ألا تتدخل السياسة والعلاقة بين مصر وإيران فى مثل هذه القضايا، ان المصريين كل المصريين يحبون سيدنا الحسين ويتبركون بمقام السيدة زينب والسيدة نفيسة وآل بيت رسول الله رضوان الله عليهم وهذا القرار التعسفى يسئ كثيرا لمشاعر المصريين .. لا ينبغى ان تتدخل السياسة فى كل شىء لأن للسياسة فرسانها وحساباتها وإذا كان المسئولون فى وزارة الأوقاف ينافقون السلطة فهذا تفكير ساذج .. ان الغريب فى الأمر ان أحد المسئولين فى وزارة الأوقاف صرح بأن الوزارة لا تخاف من الشيعة لأن تعدادهم ثلاثة أشخاص فى مصر.. فإذا كانت وزارة الأوقاف تعلم ان عدد الشيعة فى مصر بهذه الصورة فلماذا لم تترك للأمن اختصاصاته فى التعامل مع من يتجاوز اما من يذهب زائرا سنيا كان ام شيعيا فهذا حقه لأن الحسين لنا جميعا .. عندى عتاب للأزهر الشريف ان يرضى بمثل هذه القرارات كان ينبغى ان يمنع ذلك من البداية.. كيف يحدث هذا فى مصر الأزهر والكنانة والمحروسة وكل ذرة من ترابها تحب آل البيت وتتبرك بوجود رفاتهم الطاهر بين ربوعها .. كنا دائما نفخر بأن آل البيت وجدوا الأمان فى ثرى مصر ودفنوا فيها هل بعد ذلك يجئ زمان نغلق فيه ضريح سيد شباب اهل الجنة .. الإمام الحسين لا يخص إيران وليس حكرا على الشيعة .. الحسين للمسلمين جميعا.