فاروق جويدة
عالجت الحكومة قضية انتقال الباعة الجائلين إلى منطقة الترجمان بقدر كبير من الحكمة والحرص عل المواطنين .. لاشك أن الموقف كان يمثل أزمة حقيقية أمام الآلاف من الباعة الذين انتشروا فى قلب العاصمة وكان من الصعب انتقالهم بسهولة خاصة أنهم اعتادوا على التواجد فى منطقة بولاق وامتد نشاطهم إلى شارع رمسيس وطلعت حرب وقصر النيل.
كانت نقطة البداية هى إيجاد أماكن بديلة لهم ووقع الاختيار على منطقة الترجمان وهى ليست بعيدة عن قلب العاصمة .. ثم كانت مرحلة إعداد الأماكن الجديدة بالخيام وتوزيع المساحات على هذا العدد الكبير من الباعة الجائلين .. وقد تم انتقالهم بصورة سلمية ووعدهم المهندس إبراهيم محلب بتوفير كل المطالب المناسبة لهم فى أماكنهم الجديدة .. تعاملت قوات الأمن مع الأزمة بحكمة شديدة وأشرفت قوات من الجيش على عمليات الانتقال مع وجود ممثلين عن أكثر من وزارة بجانب محافظة القاهرة ..
لقد وعد رئيس الحكومة الباعة بتوفير مكان أخر لهم فى المستقبل القريب وطالب الوزراء بالعمل على تشجيع عمليات البيع فى منطقة الترجمان كما تعهدت الحكومة ببحث توفير معاشات للباعة الجائلين لمواجهة أعباء الحياة .. كان من الممكن أن تتحول عملية انتقال الباعة الجائلين إلى أزمة بينهم وبين قوات الأمن ولكن انتقال المسئولين إليهم وسماع شكواهم وتعهد الحكومة بأن تراعى ظروفهم الحياتية والمادية كل هذه الأسباب جعلت الأزمة تمر بسلام وهذا أسلوب جديد فى معالجة قضايا ومشاكل المواطنين ..
لقد كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة أن تراعى ظروف المواطنين وان تقدم لهم كل ما تستطيع من خدمات .. إن هذا التحول فى أداء الحكومة يمثل روحا جديدة فى العمل من حيث الحرص على راحة المواطن المصرى على أساس انه صاحب حق أمام السلطة .. هناك قضايا أخرى كثيرة تحتاج إلى معالجات إنسانية ومن أخطرها أطفال الشوارع الذين ينتشرون فى الميادين والمفارق بأعداد كبيرة من المتسولين .. قضية التسول تحتاج إلى معالجة سريعة لأنها مظهر من أسوأ المظاهر السلبية فى الشارع المصرى .