فاروق جويدة
لا احد في العالم وليس مصر وحدها ينكر أو يتجاهل تاريخ حزب الوفد العريق أول واقدم مدارس الوطنية المصرية.. وحين اشتعلت الأزمة في صفوف الوفد ورأى كثير من العقلاء أن العاصفة تهدد كيان ووجود الحزب العريق تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى بصفته الشخصية مع قيادات الوفد واستطاع أن يحمى تاريخ الحزب الكبير وان يصون صورته أمام الناس .. إن هذا يؤكد إيمان الرئيس السيسى بأن الأحزاب أهم أركان التجربة الديمقراطية التى يريدها لمصر ومن هنا كان حرصه الشديد على أن يتجاوز الوفد محنته وكان اجتماع الرئيس مع قيادات الوفد برئاسة د.السيد البدوى رئيس الحزب الفصل الأخير في صراعات كادت تعصف باكبر واقدم واعرق أحزاب مصر ..
وقد تعامل د.السيد البدوى مع الموقف بحرص شديد من البداية وكان قرار العودة إلى الجمعية العمومية للوفد لحسم الخلاف قرارا حكيما لان الحزب في النهاية يمثل جماهيره العريضة وهى فى النهاية صاحبة القرار..لقد حسمت الجمعية العمومية الموقف لمصلحة قيادة الوفد ممثلة في د.البدوى وقد تكون هذه بداية جديدة لجمع الشمل بين ابناء الحزب الكبير والخروج من دائرة الصراعات والحسابات الشخصية..أنا واحد من عشاق حزب الوفد وفى يوم من الأيام عرض على كاتبنا الكبير الراحل مصطفى امين أن اتولى رئاسة تحرير جريدة الحزب برغبة من السيد فؤاد سراج الدين ويومها اعتذرت رغم حبى الشديد للوفد تاريخا ودورا ومكانة .. تهنئة حارة للوفديين في كل ربوع مصر وأرجو أن يبدأ السيد البدوى مشوارا جديدا مع الحزب الكبير خاصة في إعداد كوادره من الشباب للنشاط السياسى الواعى المستنير والاستعداد للانتخابات القادمة في مجلس الشعب لان الوفد الحزب والتاريخ والمكانة هو الأحق والأجدر بأن يتصدر قائمة المرشحين بل والفائزين في المجلس القادم..إن الوفد جزء عزيز من تاريخ مصر ويجب أن نحرص عليه شعبا وحكومة ولا نتركه لهذه العواصف التى تهب من وقت لأخر وتهدد وجوده ودوره لأن بقاء واستمرار الوفد الحزب والتاريخ من أهم دعائم الديمقراطية في مصر منذ كان من المؤسسين لها ومازال قادرا على حمايتها .