فاروق جويدة
كنت دائما أقول ان مصر ليست دولة فقيرة وإنها تملك من الثروات ما يكفى شعبها لكى يعيش فى امن ورخاء .. ان الأزمة الحقيقية فى مصر ان مواردها تتسرب إلى عدد قليل من أبنائها .. كيف نقول ان مصر دولة فقيرة وأنت تسير فى الساحل الشمالى مئات الكيلومترات على شاطئ لا مثيل له فى العالم كله .. ان هناك دولا تتمنى امتارا قليلة تطل على بحر من البحار وهناك دول نصفها مستنقعات والنصف الآخر أمراض وجرائم..ان الساحل الشمالى فى مصر اكبر خطيئة فى تاريخ التنمية ان يقام عدد من القرى الخالية طوال العام ويشغلها أصحابها شهور الصيف فقط هذه الأموال التى تسربت إلى كتل خرسانية فى الساحل الشمالى وحرمت مصر من أهم مصادر ثروتها .. فى الساحل الشمالى آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة وفيه أيضا مساحة من الشواطئ التى يمكن ان تكون مصدرا من مصادر الثروة السمكية والسياحة الخارجية والداخلية وفى الساحل الشمالى أفضل الأراضى لزراعة الفاكهة وقبل هذا كله ان المسافة بين الساحل الشمالى وجنوب أوروبا بسيط جدا ويمكن للسفن ان تقطع هذه المسافة فى ساعات قليلة فما بالك بالطيران ..ان ما حدث فى شرم الشيخ والغردقة كان من الممكن ان يحدث فى الساحل الشمالى مع ان هناك فارقا كبيرا بين آلاف الكيلومترات التى تمتد من شاطئ العريش إلى شاطئ السلوم.. كان من الممكن ان تمتد الأراضى الزراعية فى الساحل الشمالى خاصة فى منطقة الألغام فى العلمين وقد أهملت مصر هذه القضية سنوات طويلة وتركت ملايين الألغام من بقايا الحرب العالمية الثانية فى أراضيها رغم ان الواجب والمسئولية يحتم على دول أوروبا تطهير هذه المناطق ونزع الألغام منها .. لابد ان يتجه قطار التنمية إلى الساحل الشمالى فهو الأقرب إلى أوربا وهو الأوسع والأكبر فى امتداد الشواطئ على البحر المتوسط .. وقبل هذا فإن الأراضى الزراعية فى الساحل الشمالى صالحة للزراعة ويمكن أن تقدم للمصريين ما يكفيهم من الغذاء والثروة.