توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعادة وتعاسة الآخرين

  مصر اليوم -

السعادة وتعاسة الآخرين

فاروق جويدة

بعض الناس يتصور أن السعادة أن أغلق الأبواب على نفسى وأبنى قصرا جميلا وأصنع جنة صغيرة اسكنها وتسكننى

 ولا يعنينى بعد ذلك حجم الخرائب التى تحيط بالقصر وملايين التعساء الذين ينتظرون لحظة فرح لا تجىء..والبعض الآخر يتصور ان السعادة سلوك انسانى رفيع فيه المشاركة والإحساس بالآخرين ولك أن تتصور نفسك وأنت تضع أمامك كميات رهيبة من الطعام وأنت تجلس وحيدا وحولك آلاف البشر ينظرون إليك من بعيد وبينهم من لم يذق الطعام منذ أيام، وهناك من كان يفتش عن البقايا في صناديق القمامة بينما أنت تسبح وحيدا في كل هذا الطعام..تصور انك جمعت الملايين وكدستها في البنوك وأنت تعلم أن هناك الملايين من البشر كانوا شركاء لك بالجهد والعمر والصحة وانك أخذت الصفقة وهربت..تصور انك في لعبة واحدة أمام نظام فاسد حصلت على ما لا تستحق وأخذت ما أخذت بالتحايل والباطل..تصور أن مسئولا كبيرا اغدق عليك مالا حراما لأنه كان لصا كبيرا وانك جمعت هذا المال وليس لك حق فيه..هل يمكن أن تشعر بالسعادة وأنت تنام على تلال من المال الحرام..هل يمكن أن تشعر بلذة في طعام جاء من دم أطفال يتامى وأمهات ثكالى وانك سرقت عمر الآخرين لتقيم جنتك الصغيرة على أطلالهم..هل يمكن أن يكون ذلك مصدرا للسعادة أحيانا أشاهد من بعيد هذه القصور الفارهة وحولها خرائب العشوائيات وأقول كم من الأبرياء يسكنون هذه العشوائيات وكم من المواهب الحقيقية ضاعت وسط هذه الخرائب بينما يسكن المغيبون والمدمنون واللصوص هذه القصور..أن أهم شروط السعادة الحقيقية هى العدالة والمجتمعات التعيسة هى التى ماتت فيها قيم العدالة ومهما جمع الإنسان من المال والجاه والمناصب فلا بد أن يجلس مع نفسه ويسألها كم بريئا ظلمت وكم صاحب حق ضيعت وكم من المال نهبت وكم من الضلال شيدت وانظر إلى ثمار رحلتك المرة..وفى آخر المشوار حاول أن تكفر عن ذنوبك وتقدم شيئا من حقوق الآخرين لديك واسأل عن عمال طردتهم وأطفال شردتهم وأموال جمعتها بالحرام السعادة لا يمكن ان تقوم على تعاسة الآخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة وتعاسة الآخرين السعادة وتعاسة الآخرين



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon