فاروق جويدة
كما أرادت أمريكا وكما أراد الغرب تحولت المواجهة فى العالم الإسلامى المنكوب لمواجهة عسكرية بين السنة والشيعة..كانت مقدمات هذه الكارثة فى الحرب بين إيران والعراق والتى استمرت 8 سنوات وبعدها بفترة قصيرة كان غزو الكويت وحرب الخليج ثم كان احتلال العراق ودخوله فى دوامة الحرب الأهلية ثم كان الربيع العربى وسقط فيه أربعة من اكبر الحكام العرب وبدأت الحرب الأهلية، فى سوريا ثم ليبيا ثم اليمن هذه الشواهد كلها كانت تحمل نوايا شريرة هدفها تدمير كل مصادر القوة فى الجيوش العربية خاصة سوريا والعراق والآن دخل المسلسل منطقة أخرى حين اقتحمت روسيا المشهد وبدأت معركتها فى سوريا والتى لم تكن موجهة الى داعش فقط ولكنها شملت كل قوى المعارضة السورية.. ولا أحد يعرف أين تتجه بنا الأحداث الآن ان القوات الروسية والغربية بما فيها أمريكا وأوروبا تضرب الآن كل شىء فى سوريا انها تدمر الدمار فلم يبق شئ فى الوطن السورى، وفى العراق مواجهات دامية بين داعش والجيش العراقى على المدى القريب تقف إيران بعد ان أنهت خلافاتها مع الغرب واستردت أموالها وطورت جيشها على ألأراضى السورية بينما لعنة الانقسامات تدمر ما بقى للشعب العراقى
وفى اليمن تدور معارك طاحنة بين الحوثيين والشعب اليمنى وفى ليبيا اشتعلت نيران الحرب الأهلية ولا أحد يعرف الى اى مدى تسير..المشهد فى العالم العربى الآن ان المنطقة تأكل بعضها وان الشعوب انقسمت على نفسها وان هناك صراعا دمويا قادما بين أبناء الدين الواحد السنة والشيعة..
ان المعسكر السنى هو الأكبر عددا ولكن المشكلة الأساسية هذا التداخل السكانى بين أبناء الوطن الواحد وما مصير هذه الصورة فى مستقبل الصراعات وفى دول الخليج ملايين الشيعة وفى العراق ولبنان والسعودية وسوريا واليمن وفى مناطق أخرى من العالم وهل هذا هو المصير الذى ينتظر المسلمين ان يدمروا أنفسهم بأنفسهم..ان هذا بلا شك ما يسعى إليه أعداء الإسلام ان تشتعل الفتنة بين أبناء العقيدة الواحدة وتدمر الشعوب بعضها..سوف يحتاج المسلمون عشرات السنين لكى تقوم لهم قائمة.