فاروق جويدة
تأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين اليوم لتضع علاقات مصر الخارجية فى مسار جديد أمام واقع سياسى واقتصادى جديد..
عبر سنوات طويلة أهملت سلطة القرار فى مصر فى العهود السابقة هذه الكتلة الجغرافية والسكانية الضخمة فى شرق آسيا..فى يوم من الأيام كانت علاقات مصر بالصين والهند تحتل مكانة خاصة فى السياسة الخارجية لمصر..كانت دول عدم الانحياز والتعاون الاقتصادى الفريد مع هذه الدول وانطلقت الصين تعبر آفاق الاقتصاد العالمى وتحقق معجزة اقتصادية ضخمة فى كل أنواع الأنشطة الاقتصادية وأصبحت فى سنوات قليلة منافسا لكل دول الغرب بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ان أمريكا مدينة للصين بأرقام مذهلة وتحقق الآن أعلى معدلات للنمو الاقتصادى على مستوى العالم..والصادرات الصينية تهدد كل أسواق العالم والغريب أن اكبر احتياطى نقدى بالدولار يوجد لدى الصين..ومن هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس السيسى للصين اليوم انه يعيد التوازن إلى علاقات مصر الخارجية على المستوى السياسى والاقتصادى كانت وفود مصر السياسية على امتداد سنوات طويلة تتجه شمالا إلى أوربا وكانت العواصم الأوربية هى المحطات الرئيسية للسياسة المصرية..كانت الزيارة السنوية لأمريكا واجبا ضروريا لا يستطيع احد ان يسقطه من حساباته..والشىء المؤكد ان مصر قد خسرت كثيرا من هذه السياسات فى كل المجالات.. خسرت سياسيا حين ابتعدت عن دول آسيا بعد كل ما حققته من انجازات على المستوى الدولى وخسرت على المستوى الاقتصادى حين انحصرت علاقاتها مع الغرب..وقبل هذا كله خسرت التكنولوجيا المتقدمة التى وصلت اليها دول آسيا فى سنوات قليلة إن رحلة الرئيس السيسى للصين اليوم تمثل تحولا خطيرا وتفتح آفاقا للتعاون البناء بين مصر والصين خاصة أن الصين تلعب الآن دورا كبيرا فى افريقيا على كل المستويات..انها تمول مشروعات ضخمة ومع انفتاح مصر على عمقها الافريقى يمكن ان يكون هناك تعاون فى كل هذه المجالات لقد جاء الوقت لكى تنطلق مصر خارج حدودها مع كل دول العالم وتأتى زيارة السيسى للصين بداية لهذه الانطلاقة لتعيد مصر إلى مكانها ومكانتها يما يخدم مصالحنا الحقيقية.