فاروق جويدة
بدا الرئيس عبد الفتاح السيسى حزينا غاضبا وهو يتحدث فى ذكرى ميلاد رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام .. وفى تقديرى ان حزن الرئيس حق مشروع وان غضبه أمام شعبه له ألف مبرر .. لقد وقف يشكو المصريين للمصريين وهناك أشياء كثيرة لم يفصح عنها وان ظهرت بوضوح خلف كلماته.
لقد وقف الرجل موقفا تاريخيا لا أبالغ إذا قلت ان غيره ما كان يستطيع ان يجازف بعمره وحياته لكى يواجه هذه المؤامرة الدولية والمحلية الخسيسة .. ومازال الرجل فى قلب العاصفة..
ان الرئيس يعاتب المصريين بحب شديد وهو يطلب منهم العمل والإنتاج والصبر فليس أمامنا غير ان ننجح وهو يعلم ونحن أيضا نعلم ان أمام مصر فرصة تاريخية لأن تنطلق وتخرج من كل هذه الأزمات والمؤامرات وهى ستخرج ان شاء الله لتبدأ عصراً جديداً ..
ان الرئيس السيسى لم يتحدث كثيرا عن حجم المؤامرات التى تحيط بمستقبل العالم العربى وذلك الغموض الذى يحيط بالمؤامرات الخارجية التى التهمت حتى الآن اربع دول عربية كبرى حيث تجرى الحرب الأهلية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن.
ان الرجل لا يريد ان يكشف إلى أى مدى يعانى الاقتصاد المصرى من الأعباء والظروف الصعبة فى ظل مطالب اجتماعية هو احرص الناس على تحقيقها ولكن الإمكانيات والموارد لا تسمح .. انه يعلم إلى أى مدى وصل حال التعليم وهو يحتاج ميزانية ضخمة وإلى أى مدى تراجع مستوى الخدمات الصحية وهى ضرورة إنسانية ووطنية وكيف وصل حال الخدمات والمرافق هذا فى الوقت الذى بدأت فيه مشروعات كبرى لن تأتى ثمارها بين يوم وليلة ولهذا فهو يطالب المصريين بالعمل والصبر لأن المستقبل أفضل ..
ان الرئيس السيسى يتردد فى ان يتحدث عن لغة الحوار فى حياة المصريين وهذا الكم الرهيب من البذاءات وقلة الأدب والانحطاط فى السلوك والأخلاق ولنا ان نتصور بماذا يشعر الرئيس السيسى وهو يجلس مع أسرته ويشاهد المعارك والصراعات على الفضائيات المصرية وهى تواجه المصريين كل ليلة بهذا الحشد الرهيب من الكراهية والتجريح