فاروق جويدة
ان الرئيس لا يريد أن يتحدث عما ورثه من تركة ثقيلة من الخراب والفساد وهو مثل رب الأسرة ورث أسرة متهالكة وبيتا من خرائب في الأماكن والأشياء والبشر ولكن قدره ان يتحمل ذلك كله ويمضى بالسفينة إلى بر الأمان ..
ان الرجل يتعفف أن يتحدث عن التجريف الذى حدث للعقل المصرى وكل الناس وانا منهم تطالبه بفريق عمل قادر ونزيه ليكون شريكه في معركة البناء والمسئولية ..
ان الرجل يترفع أن يخوض في موقف رجال الإعمال الذين خذلوا وطنهم وشعبهم قبل ان يخذلوه لقد اخذوا من مصر كل ما كان لديها في ظل عصابة حاكمة لم تخش الله في وطنها والآن يبخلون على هذا الوطن بالقليل .. إننا نعرف أننا شعب نسى متعة العمل واستراح للفضائيات والمخدرات والنت والفوضى وكل واحد يريد ان يكون مليونيرا دون جهد أو عمل بعد ان استوعب الدرس من عصابات سرقت ولم يحاسبها احد..
باختصار شديد لقد أراد الرئيس السيسى ان يشكو المصريين لأنفسهم ويحرك ضمائرهم وما بقى فيهم من نوازع الخير والصدق والأمانة .. انه خائف على الوطن وأنا والملايين يصدقون خوفه..وهو حريص على أن تنجح التجربة وأنا والملايين شركاء له في هذا الحلم وهو لا يستطيع ان يقول اننى لست العهد البائد ولا انا عهد الجماعة فلماذا لا نقف جميعا أمام العاصفة وهو يعلم عنها أكثر منا جميعا
لم يتحدث الرئيس عن دوائر الفساد التى تحيط بالجهاز الإدارى للدولة وقد ترهل عبر سنوات طويلة من اللامبالاة والعجز وسوء الإدارة وهو الآن يقاوم كل -عمليات الإصلاح والتطوير حرصا على ميراث طويل من المصالح ..
هناك أشياء كثيرة لم يتحدث عنها الرئيس وهى بكل تأكيد تحتاج مع القرار الحاسم إلى إرادة شعب وصحوة أمة.
كان خطاب الرئيس السيسى يحمل الكثير من الشجن والعتاب والأمل وإن بقيت أشياء كثيرة لم يفصح عنها لأنه لا يريد ان يجرح كرامة شعبه الذى أحبه ووقف معه في ساعة محنة..ولهذا اختار الرئيس ان يشكو المصريين للمصريين.
نقلاً عن "الأهرام"