فاروق جويدة
لدينا الآن مجموعة من الأصوات النسائية الجميلة التى حققت نجاحا كبيرا ليس فى مصر وحدها ولكن على مستوى العالم العربى..وهذه الأصوات لديها بالفعل قدرات صوتية مؤثرة وصلت بها الى الناس إحساسا وآداءً ونجاحا.. ولكن هناك ظاهرة غريبة انتشرت بين هذه الأصوات وهى الأزياء والملابس العارية..
ان الصوت الجميل لا يحتاج أبدا لمثل هذه الأزياء بل انه يحتاج إلى شئ من الشياكة والوقار..ان المشاهد يريد صوتا يشجيه وهو يدور على القنوات يبحث عن هذا الصوت ومن يريد الأجساد العارية هناك الكثير جدا منها على كل القنوات..ان الصوت الجميل يكفيه قدراته وموهبته وهى قادرة ان تفرض وجودها دون عرى او رقص..
ان الغريب فى الأمر ان المنافسة الآن بين كثير من المطربات الواعدات تتركز فى درجة العرى وليس درجة الإجادة حتى وصل الأمر إلى ما يشبه أزياء الراقصات وهذا يسحب الكثير من رصيد هذه الأصوات لدى الجماهير العريضة..
ان حدائق الغناء تنقسم دائما الى قسمين أصوات جميلة بمواهب حقيقية وأصوات عارية لا تهم المواهب فيها وما يثير الحزن ان تتداخل الأدوار ويسقط الجمال فى شرك العرى ويتحول سوق الغناء إلى صراع بين الأجساد وليس منافسة بين المواهب.. لقد ظهرت هذه المحنة فى حفلات رأس السنة وتسابق الجميع على ساحات العرى فى الفساتين والرقص على المسارح وقد أشفقت كثيرا على أصوات حقيقية سقطت فى هذه الظاهرة..
مازال المستمع المصرى والعربى يبحث عن الصوت الجميل أما تماثيل الشمع العارية فهذه منطقة أخرى ابعد ما تكون عن الفن الحقيقى..ان للفن مدارس وللعرى مدارس أخرى وفى وطن قام جزء من تاريخه على الغناء الجميل ينبغى ان نحافظ على المواهب الحقيقية حتى لا تتسرب منا فى مظاهرات العرى الفنى.. فى بلد أنجب أم كلثوم وليلى مراد وفايزة احمد ونجاة الصغيرة يجب ان تحافظ مواهبنا الجديدة على شياكتها وأناقتها بلا إسراف.. لدينا الآن أصوات بدأت بالفعل تجسد واقعا غنائيا وفنيا جديدا وجميلا وكلما رأيت المنافسة وهى تشتد بين الفن والعرى أشفقت على هذه الأصوات لأن الصوت الجميل يكفى.
نقلاً عن "الأهرام"