فاروق جويدة
اغضب من نفسى كثيرا كلما شعرت اننى افتقد وجودك فى حياتي..احيانا تظلمنا المشاعر حين نعجز عن الوصول إلى ما نحب..من اصعب الاشياء ان تشعر بعجزك امام قلب متعب يطلب منك شيئا وانت لا تستطيع ان تحقق له ما يريد.. وكيف تستطيع ذلك وهناك آلاف الأميال والسفر..
وهناك حياة تفرض نفسها على البشر جميعا وتفقدهم القدرة على اتخاذ موقف أو قرار، اصعب الاشياء ان تعاندنا اقدارنا حين تجمع وتفرق..كثيرا ما يعاتبنى قلبى وهو يسألنى ولا اجيب ويطلب منى ولا اقدر..كنت فى زمان مضى املك القدرة احيانا ولكن عواصف الزمن ووحشة العمر ونزيف الايام الذى تسرب من يدى افقدنى القدرة على أن اتواصل دائما مع هذا القلب المتمرد..كثيرا ما طلبت منه ان يهدأ وكثيرا ما قلت له الا ترى زحام الشعر الابيض على رأسى وكثيرا ما قلت له ان الجسد الآن لا يحتمل جنونك القديم وليتك تهدأ قليلا وتأخذ جانبا على شاطئ الحياة وتستريح وتريحنى معك..ماذا افعل وانت تطلب منى ما لا استطيع ابتداء باحلامك للناس وانتهاء باحلامنا معا..فى زمان مضى كنا معا فى رحلة الحياة وكنت اطيعك دائما وكلما سألتنى شيئا كنت اجيب وكنت كالطفل المتمرد..كم اشتريت لك لعبا وكسرتها..وكم اعطيت من عمرك بسخاء وبخل عليك الآخرون وكم اخلصت لمن خانوك واشتريت من باعوك الا تكفيك خسائر عمر مضى وماذا تريد الآن منى بعد ان تكسرت الجياد واستسلم الفرسان..دعنى استعد ما مضى من العمر لكى نجلس معا ونحيا على الذكري..مازلت تحلق يا مجنون رغم ان العواصف عاتية والسحاب اعمى والرحلة لم تعد آمنة.. تحلم بأن نستعيد العمر والزمن لا احد منا يستطيع ان يستعيد لحظة وليس عمرا.. مازالت احلام الشاعر تطوف فوق اطلال ايامك المتعبة..صدقنى لا انا استطيع ولا انت ايضا تتحمل دعك من الطفولة القديمة واللعب التى تكسرت ولا تعاتب عصفورك المسافر..دعه يغن من بعيد وانتظر خلف حديقتك الموحشة فربما اشتاق لك يوما وعاد يغنى من جديد..العصافير دائما تطير وان جلست يوما على غصن شجرة فلكى ترتاح قليلا وتكمل رحلتها فى الغناء ثم تحلق بعيدا.