توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيب فينا

  مصر اليوم -

العيب فينا

فاروق جويدة


لا يعنى الحنين إلى الماضى أن نرفض الحاضر أو نتجاهل المستقبل.. ولكن الإنسان يتساوى مع الحيوان حين يفقد ذاكرته..والذاكرة هى التى تمنح الإنسان رصيدا من المعرفة يعينه على استكشاف آفاق المستقبل..
ليس معنى أن اشعر بحنين إلى فيلم قديم أو أغنية حملت ذكرى أو اشخاص عبروا فى حياتى وتركوا اثرا اننى ارفض الحاضر..لا احد يستطيع أن يرفض يومه مهما تمادى فى حبه للأمس..ولكن من حقى أن أحب فيلما جميلا حتى ولو كان ابيض واسود لان فيه قيماً انسانية رفيعة..ومن حقى أيضا أن ارفض فيلما حديثا كله قتل ودماء وامتهان لآدمية البشر..من حقى أن أعيش مع عبدالحليم حافظ لأنه جزء من ذكرياتى ومن حق شخص آخر أن يعيش مع عمرو دياب لانه جزء من حاضره..هناك شخص يحب أصوات الغربان وهى تنعق على جدران بيته وهناك آخر يحب أغنية للحمار وهناك ثالث مثلى يلعن اليوم الذى عاش فيه وشاهد وسمع كل هذه الكوارث إننا نَحن إلى الماضى ليس لأنه كان الأجمل ولكن لأنه كان أكثر انسانية..أنا لا أنكر أن الحضارة قدمت للإنسان أشياء كثيرة اصبح عمره اطول..ولكن كان مع العمر القسوة..والدم وغياب الضمائر..لا أنكر أن التليفون المحمول معجزة علمية ولكنها اهدرت الأموال وافسدت الصحة وقبل هذا تحولت إلى وقت وعمر ضائع..لا احد ينكر قيمة الأدوية الحديثة والمواصلات والسيارات والطائرات كل هذه الاشياء حملت للانسان عالما جديدا وحياة جديدة ولكن حين يجلس الإنسان مع نفسه ويتذكر اباً حنونا واماً وهبت حياتها بسخاء وفن جميل ارتقى بالبشر شعرا وغناءً وفنونا يتمنى لو ان الانسانية احتفظت بضميرها ما كانت هذه الدماء التى غطت وجه الكون لقد أساء الإنسان للحضارة حين استخدمها بصورة خاطئة.. سوف يقول البعض أن الدماء شبح قديم طارد الإنسان فى كل العصور ولكن حين وصل إلى القمر وحقق كل هذه الانجازات كان ينبغى أن يكون اكثر إنسانية..أنا لا احن إلى الماضى هروبا ولكن احن إليه من أجل انسان افضل..انها الإنسانية اعظم واجمل ما خلق الله على الارض .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيب فينا العيب فينا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon