فاروق جويدة
تحت شعار التسامح شاركت المستشارة الألمانية وأعضاء حكومتها فى مظاهرة حاشدة تدعو للتعايش السلمى بين كل الأديان ..
وقالت ميركل إنها مسئولة عن كل الألمان بغض النظر عن أصولهم وديانتهم .. جاء هذا رداً على جماعات متطرفة تحذر من انتشار الإسلام فى المانيا وقالت ميركل إن الحوار هو الطريق الوحيد للاختلاف فى الأديان ولا ينبغى أن يكون العنف أو الإقصاء هو الطريق للاختلاف لاشك أن هذه الرؤية الواعية المستنيرة للعلاقات بين أبناء الشعب الواحد هى الوسيلة الأفضل لتحقيق الأمن والاستقرار لأن كارثة باريس ينبغى أن تكون درسا للجميع .. إن اليمين المتطرف فى الغرب والذى يحارب الإسلام والمسلمين يمثل خطرا حقيقيا على الاستقرار فى هذه الدول لا احد يعلم عدد المسلمين فى أوربا خاصة المانيا وفرنسا ولكنهم بالملايين وهؤلاء أشخاص اختاروا الحياة فى هذه الدول وتمتعوا بكل حقوقهم السياسية والدينية واستقروا هناك وعاشوا حياتهم على الجانب الآخر فإن العنف الذى اتسمت به أعمال تيارات إسلامية فى العالم الاسلامى قد أساءت لصورة الإسلام والمسلمين وهذه التيارات التى اختارت العنف طريقا شوهت صورة الإسلام فى العالم وجعلت دولا كثيرة تتحفظ على دخول المسلمين إليها .. ولهذا فلا بديل عن الحوار بين الأديان والحضارات وسوف يبقى الغرب غربا وسوف يظل الشرق شرقا والحكمة تتطلب أن يكون التسامح والحوار هما أساس الاختلاف فى الأوطان والأفكار والعقائد إن الإسلام دين سماحة ورحمة وإنسانية وهؤلاء الذين جعلوه قتلا ودمارا اساءو لهذا الدين العظيم .. أما موقف الغرب من الإسلام فقد تحول فى السنوات الأخيرة إلى حالة من الرفض بل والكراهية والأسباب معروفة أمام تراث قديم من الاستعمار والاحتلال والحروب وفى ظل عالم تحول إلى قرية صغيرة ينبغى أن يتحكم الجميع للعقل والحكمة .. ليس مطلوبا أن يتحول الغرب إلى مسلمين وليس ممكنا أن تلغى من العالم حشود الصلاة تحت راية الإسلام وعلى كل طرف أن يقبل الآخر وفى التاريخ دروس كثيرة لمن أراد أن يتعلم حين وقع الصدام وكانت خسائره على الجميع شرقا وغربا.