بقلم فاروق جويدة
فى حكومة الدكتور الجنزورى خاض المستشار طلعت حماد وزير مجلس الوزراء فى ذلك الوقت تجربة ناجحة حين جمع عددا من رجال الأعمال وطلب منهم تجميل وسط القاهرة وبدأ بمبنى البورصة وشارع قصر النيل ثم انتقل إلى حى السفارات فى جاردن سيتى حيث سفارات انجلترا وأمريكا وكندا ومناطق البنوك والفنادق.. كانت تجربة جميلة وان تشوهت بعد ذلك حين اجتاحت المظاهرات هذه المناطق وغطتها السدود والكتل الخرسانية.. والآن تشهد كبارى القاهرة العريقة محاولات تجميل تقوم بها مؤسسات الدولة خاصة البنوك وهو تقليد رائع لأن القاهرة العتيقة بشوارعها وآثارها وكنوزها لا تقدر بثمن وقد تركناها للعابثين ما بين هدم القصور والفيلات وإقامة المنشآت الخرسانية وناطحات السحاب القبيحة ثم كانت المواجهة مع الباعة الجائلين وقد خاضها المهندس ابراهيم محلب بنجاح كبير وان تسربت حشود منهم مرة اخرى الآن وعادت لمواقعها.. ان القاهرة القديمة وما بقى فيها وهو قليل تستحق ان نحافظ عليها وإذا كان رجال الأعمال قد بخلوا بأموالهم على خزينة الدولة فلا اقل من أن يجددوا الشوارع ويعيدوا صور الجمال والروعة إلى هذه المنطقة الفريدة.. كانت تجربة طلعت حماد مع رجال الأعمال يومها فيها الكثير من الحسم والإرادة وما ينقصنا الآن شئ من هذا الحسم ولهذا كانت النتائج اقل كثيرا مما توقع الجميع.. فى كل دول العالم تقام المتاحف والمعارض والمراكز الثقافية من خلال التبرعات مقابل الإعفاء من جزء من الضرائب وفى مصر لا تبرعات ولا مساعدات ولا ضرائب.. اننى احيى مؤسسات الدولة خاصة البنوك التى تقوم الآن بتجديد كورنيش النيل والكبارى العتيقة وليت هذه الاعمال تتجدد فى المحافظات حتى لا نرى الكبارى التى أكلها الصدأ تتلاشى على جوانب النهر العريق.. لا ادرى ما هو مصير كوبرى أبو العلا قيل يوما انه سيكون مرسما للهواة ومكانا للإبداع واختفى فى ظروف غامضة ويقال ان الفئران أكلته رغم ان الفئران لا تأكل الحديد ولكن فى مصر ينبغى ان تصدق كل شئ وفى سنوات الإهمال والنهب والتراخى حدثت كل الكوارث وينبغى الآن ان نفيق.