فاروق جويدة
شاهدت حلقة جميلة لشعر العامية في برنامج الصديق خيري رمضان علي قناة سي. بي. سي جمع أكثر من عشرة شعراء من شباب المبدعين الواعدين ..
كان العرض جميلا والأداء رائعا خاصة انه جمع بين الكلمة والغناء في تجربة جديدة جمعت كل هؤلاء في ديوان شعر واحد .. أكثر ما لفت نظري في هذا الجمع انه يعيش حالة نفسية واحدة فيه الكثير من الألم الذي يعاني منه الشباب علي كل المستويات ويبدو أن الشباب مازال يعيش في وادي ومصر كلها في وادي آخر والمطلوب أن نقترب أكثر من هموم الشباب وان نسمع منه ونعالج مشاكله وقضاياه وجميعها قضايا مشروعة .. أن الشباب حائر بين أحلام لم تتحقق وثورتين لم تقدما له شيئا وهو يعيش حالة انتظار طالت..كانت عندي ملاحظة أخري حول هذه الكوكبة الشابة التي جمعها خيري رمضان في برنامجه وهي غياب اللغة الفصحي فلم يكن هناك شاعر واحد يكتب الشعر بالفصحي..وهذه الصورة تعكس خللا رهيبا في منظومة الإبداع بين الشباب..وانا واحد من عشاق اللغة العامية واري فيها ابداعا جميلا وهناك اسماء كثيرة لشعراء كبار نحمل لهم كل التقدير في مشوارهم الفني..الا ان غياب اللغة الفصحي يمثل قضية خطيرة خاصة مع تراجعها في التعليم ووسائل الإعلام حتي أننا نسمع الآن احاديث كاملة بل ومقالات في الصحافة باللغة العامية.. لا أجد إعلاميا واحدا في الإعلام المصري يستخدم اللغة الفصحي..واسمع خطبا وبيانات واحاديث فيها اخطاء لغوية فادحة .. وما بين العامية في كل بلد عربي يتراجع دور وجمال واناقة اللغة الفصحي .. في دول الخليج العربي الشعر النبطي وهو عامية خليجية وفي مصر العامية المصرية وهي تختلف في الصعيد عنها في بحري أو سيناء أو الواحات لكل مكان لهجة مختلفة .. وفي المغرب العربي لهجات اخري لا يفهمها كثير من اهل المشرق أن هذا يعني أن علي الإعلام مسئولية كبيرة في حماية وإنقاذ اللغة العربية الفصحي لغة القرآن واكثر من 300مليون عربي يفهمون ويتحدثون لغة واحدة .