توقيت القاهرة المحلي 07:27:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن والأخلاق

  مصر اليوم -

الفن والأخلاق

فاروق جويدة

من الخطأ ان نقيم العمل الفنى من خلال الأداء فقط ولكن من حيث المسئولية فلا يوجد فن بلا هدف أو مسئولية..هناك عالم كبير يتمتع بقدرات خاصة فى درجة الذكاء وهناك أيضا لص على نفس الدرجة من الذكاء وربما أكثر ولكنه استخدم قدراته فى سرقة بنك بينما العالم استخدم نفس القدرات فى اكتشاف دواء جديد..ولهذا انا لا يبهرنى كثيرا أداء الفنان حتى لو كان عبقريا دون النظر إلى الرسالة التى يريدها أو الأثر الذى تركه لدى المشاهد..هناك أعمال تتسم بالسطحية أو الفكاهة ولكن مثل هذه الأعمال تبحث فقط عن الابتسامة وهذه تؤدى دورا فى الحياة وتفتح أبوابا للتفاؤل ولكن اذا كنا أمام قضية هامة وفنان قدير وفكر فاسد فهذه كارثة..اننى أخشى كثيرا على البشر العاديين من حيل الإقناع الشديد التى تتسم بها بعض الأعمال الفنية وربما كان هذا هو السبب الرئيسى فى ان روايات وأفلام الجريمة من أكثر الأعمال انتشارا فى العالم وتباع منها مئات الملايين من القصص والأفلام رغم إنها من حيث القيمة لا تمثل شيئا فى دنيا الأدب والفن والإبداع .. أحيانا تشاهد فى احد الأفلام امرأة لعوبا تؤدى دورها بمنتهى الإتقان وتشعر انها تحمل رسالة وضيعة جدا إنها تقنع الناس بالخطيئة وتمارس الأشياء بقدرات عجيبة ولكنك فى النهاية تسأل وأين الفضيلة اذا كانت الخطيئة بكل هذا الإقناع ان الإنسان ليس فى حاجة إلى من يعلمه الرذيلة لأنه خلق بها وعاش وهى جزء من حياته وتاريخه ولكنه يحتاج إلى من يهذب هذه الخطايا وعلى الأقل يقدم الوجه الآخر لها وهى الفضيلة .. ان الفن والإبداع بهذه الصورة لا يقل خطورة عن تجارة المخدرات وتجارة الجسد والشذوذ .. لا ينبغى ان نحجر على الفنان فى اختيار مواقفه وقناعاته ولكن يجب ان يحرص على ان يكون صاحب رسالة نبيلة حتى لو اتخذ من القبح طريقا..ان تجميل القبح وترويج الرذيلة وانتهاك قيم البشر لا ينبغى ان يكون رسالة للفن لأننا فى آخر المطاف نريد حديقة جميلة وليس مقلبا للقمامة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن والأخلاق الفن والأخلاق



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon