فاروق جويدة
مشاهد قليلة فى مسلسلات رمضان كان من الممكن الإستغناء عنها تماما لإنقاذ الفن من براثن الإسفاف .. لا ادرى لماذا حرص المؤلفون والمخرجون والمنتجون على هذه المشاهد الفجة التى اساءت الى معظم المسلسلات.
لم يكن هناك مبررات لوجود زجاجات الخمر بكل انواعه فى معظم المسلسلات .. لم يكن هناك ما يبرر عمليات الشم التى تتم امام المشاهد وكأنها دروس فى الإنحراف .. لم يكن هناك ما يبرر المشاهد الجنسية الصارخة من عدد من الوجوه الجديدة وكأنها جواز سفر الى النجومية .. كان من الخطأ الشديد ايهام الشباب الواعد بأن المشاهد الجنسية هى اوسع الأبواب للإنتشار ولهذا تسابقت كل الوجوه الجديدة للحصول على المزيد من الأضواء داخل غرف النوم وحمامات السباحة وحوارى وازقة العشوائيات .. كان من الواضح ان الجانب التجارى قد سيطر على فكر المنتجين وتحولت المشاهد الجنسية الى منافسة شديدة بين الأعمال الدرامية .. كانت هناك قضايا هامة وانسانية طرحتها المسلسلات ولكن إقحام الجنس والمخدرات والجرائم اساء كثيرا لهذه الأعمال وشوه كل ما جاء فيها من القضايا الجادة .. هنا كان ينبغى ان يكون للرقابة دور خاصة ان الرقابة تجيز النصوص الورقية ولا تشاهد الأعمال بعد تصويرها وهذا خطأ شائع فى عمل الأجهزة الرقابية .. كان نجيب محفوظ يتبرأ من النصوص التى تحولت الى دراما تلفزيونية او سينمائية ويقول انا احاسب على النص المكتوب والواضح ان النصوص التى اجازتها الرقابة شئ يختلف تماما عن كل المشاهد العارية التى انتشرت على الشاشات فى رمضان ولهذا لا بد ان تشاهد الرقابة المسلسلات بعد تصويرها لأن النص لا يكفى ..
لقد اشفقت على جيل جديد من الفنانات قدمته مسلسلات هذا العام وكان من الواضح الدفع بهذه الوجوه فى عملية استثمار لجذب المشاهد الى نماذج منحرفة ومشاهد جنسية صارخة وهذه خسارة للوجوه الجديدة التى سقطت بين انتاج بلا ضمير .. وإخراج بلا قضية فكان الجنس هو الورقة الرابحة فى مزاد رخيص فى مسلسلات هذا العام وقد خسرت كثيرا .