فاروق جويدة
شاهدت وصلات رقص وأنا أتنقل بين المشاهد الأولى فى عشر مسلسلات على الأقل فى الأيام الأولى للصيام .. وأنا كعادتى أحب ان أشاهد بدايات الأعمال
الفنية لأنها أول مصافحة بين المشاهد والعمل .. وقد تنقلت الكاميرا ما بين الرقص والعنف مرات كثيرة وطاف بخاطرى ان هناك ما يشبه الإصرار على ان يكون الرقص وجبه يومية ضمن سباق المسلسلات المصرية فى رمضان .. لقد أغلقت الدولة الملاهى والكباريهات احتراما للشهر الكريم ولكن المفاجأة ان الملاهى الليلية انتقلت بسرعة للفضائيات وما بين عشوائيات القاهرة والموالد والسيرك والقاهرة العتيقة بدأت الطبول واتسعت وصلات الرقص البلدى والأفرنجى ومن كل لون .. ان الجديد فى مسلسلات هذا العام التى اجتاحت الفضائيات المصرية والعربية أنها مصرية المولد والمنشأ والتأثير .. أكثر من مليار جنيه دفعها المنتجون فى هذه المسلسلات التى لا احد يعرف هل هى أربعون مسلسلا ام اكثر ام اقل .. المهم ان الأسرة المصرية فى العشوائيات والقصور والملاهى والشوارع والعمل وغرف النوم نزلت ضيفة على كل بيت عربى ولا اعتقد ان ما حدث هذا العام قد حدث من قبل فقد كانت المسلسلات السورية منافسا قويا للفن المصرى ولكنها اختفت مع أحداث سوريا المؤلمة والمؤسفة .. هناك أيضا مليار جنيه أخرى أو أكثر هى حصيلة الإعلانات تتقاتل عليها الفضائيات ولا احد يعرف مصيرها او صاحب اكبر نصيب منها .. اننى أتمنى ان تكون الرقصات الأولى التى شاهدت بعض مشاهدها أو أعمال العنف والقتل مجرد محاولات جذب للمشاهد وألا تكون هذه هى وجبات رمضان من المسلسلات .. أخشى ان تتكرر أخطاء الأعوام الماضية ونجد بيننا من يصرخ بأنها مؤامرة على الفن المصرى والإنسان المصرى بل والعربى وان تكون كل هذه الدماء التى تغطى نصف سكان العالم العربى وتغرق عواصمه العريقة وبعد ذلك نجد النصف الآخر يلهو مع الفن الهابط .. سوف انتظر مع الملايين قبل ان نحكم على مسلسلات هذا العام وأرجو ألا تكون كارثة أخرى تلحق بكوارث الأعوام الماضية .