فاروق جويدة
لاشك أن المانيا دولة لها مكانة خاصة في أوروبا على كل المستويات إنها قلعة اقتصادية ضخمة لها تاريخ طويل..كما ان موقعها في قلب
أوروبا يضع لها اهمية كبرى في جغرافيا الغرب وقبل هذا فأن دورها في الاتحاد الاوربى يسبق كل الحسابات من هنا تأتى اهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى ولقاؤه مع المستشارة الالمانية ميركل..هناك جوانب كثيرة يمكن ان نتوقف عندها حول الزيارة ان جماعة الإخوان المسلمين لها تأثير ما في مواقع كثيرة في المانيا خاصة الإعلام ويرجع ذلك إلى وجود جالية اسلامية كبيرة في المانيا خاصة من المسلمين الأتراك وهناك تداخل سكانى كبير بين الشعب الالمانى والاتراك منذ الدولة العثمانية كما ان المانيا كانت دائما ترى تركيا نموذجا اسلاميا مقبولا حتى وان رفضت وجوده في الاتحاد الاوروبى..ولا شك فى ان الخلاف سوف يبقى زمنا طويلا حول ما حدث في مصر مع ثورة يونيو وتولى الرئيس السيسى حكم البلاد فقد اجهض محاولة خطيرة لتقسيم العالم العربى تحت رعاية امريكية غربية وقد كانت تركيا ومازالت شريكا في هذه المؤامرة ان الغرب لم ينس لمصر مهما قدمت انها أوقفت مشروع التقسيم في العالم العربى.. ان شواهد هذه المؤامرة مازالت تكمل مسيرتها في العراق وسوريا واليمن وليبيا وكان ظهور داعش من اخطر الشواهد في هذه الاحداث..من هنا تأتى زيارة الرئيس السيسى لالمانيا خاصة ان مصر لا تريد الآن دعما سياسيا من احد ولكنها جادة في الدخول في شراكة اقتصادية تقوم على المصالح المتبادلة..ان الرئيس السيسى لا يسعى لدعم سياسى من المانيا فقد تجاوزنا هذه المرحلة ولا يريد دعما في معركته ضد الإرهاب لأن العالم يدرك الآن حجم المخاطر التى تتعرض لها مصر ولكن الهدف من هذه الزيارة هو ان تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوروبا تطورا جديدا لكى نضع الاقتصاد المصرى على مساره الصحيح..كانت زيارات المسئولين المصريين في الماضى للدعاية والصور ولم تحقق شيئا لهذا الشعب والمطلوب ان تكون هناك مصالح متبادلة يشعر بها المواطن المصرى..وهذا ما تسعى اليه زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لالمانيا وغيرها.