فاروق جويدة
اليمن السعيد يعيش محنة انقسام حادة فى كل مجالات الحياة سياسيا ودينيا وقبليا وعرقيا ومن كل لون..اليمن صاحب الحضارة العريقة والشعب المثقف الذى يمارس السياسة بكل تنوعها انقسم على نفسه..صحيح ان لديه تاريخا طويلا من الصراعات الداخلية بين القبائل وهناك شمال وجنوب ورغبات فى الانفصال أو الوحدة.
وهناك القاعدة التى تمددت سنوات بين ربوعه وهناك الحوثيون وخلفهم ايران ولكن اليمن الآن على مفترق الطرق..قد يبدو بعيداً فى المكان ولكنه فى قلب الاحداث انه جزء من الخليج العربى ويطل على افريقيا وليس بعيدا عن الصين والهند وهو يتحكم فى باب المندب مدخل البحر الاحمر وقناة السويس وخليج العقبة والبحر المتوسط إلى اوروبا..وبينه وبين القارة السوداء امتار قليلة اى انه يقع فى موقع استراتيجى خطير..وهو يجمع السنة والشيعة ومذاهب اخرى وكان يوما دولتين وتوحد فى دولة واحدة وان بقى مشروع الانفصال مطروحا من اطراف كثيرة..
ولليمن حدود مهمة مع السعودية وهو عامل مؤثر فى كل ما يحيط به من الدول..وهناك تاريخ طويل بيننا وبين اليمن منذ عهد الفراعنة وحتى حاربت مصر بجانب الشعب اليمنى فى ثورته على الإمام بزعامة عبدالله السلال..مازالت دماء شهداء لنا على ارض اليمن فى تجربة تاريخية اختلف المصريون عليها زمنا طويلا على أساس انها كانت مشروعا افتقد الكثير من الحكمة وان رأى اليمنيون غير ذلك..
إن ما يحدث فى اليمن يهدد السعودية ودول الخليج العربى..ولا شك أن يد ايران امتدت الآن إلى ابعد نقطة فى الدولة اليمنية ولا شك ايضا ان باب المندب يمكن أن يكون مشكلة مصرية حادة بسبب قناة السويس ولوهبط الجيش الايرانى فى هذا المكان من العالم ستكون هناك حسابات اخرى..كل ما نتمناه ان نستعيد دروس الماضى والا ننكر أخطاؤنا فقد كانت حرب اليمن تمهيدا لنكسة 67 التى سقط منها مشروع كبير لبناء مصر..يجب أن نضع الدروس امامنا خاصة أن هناك اطرافا كثيرة تلقى الالغام حولنا .. ونتصور ان مصر هى العقبة الأخيرة امام الاستسلام الكامل لهذه الامة المنكوبة.