توقيت القاهرة المحلي 19:03:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

فاروق جويدة


النساء مثل الأشجار، هناك شجرة تجد عندها الثمار والظلال والجمال وهناك أشجار لا ثمار فيها ولا ظلال ولا جمال..ومن أجمل حظوظ الدنيا ان تجد فى طريق رحلتك شجرة تستظل بها من متاعب المشوار، إنها السكينة حين تضيق بك سبل الحياة وهى الأمان حين تطاردك أشباح الخوف، هى العطاء حين يبخل عليك الناس بلحظة صفاء تغنيك..قليلا ما يصادف الانسان فى حياته هذه الأشجار المثمرة، وإنها تحتاج إلى الرعاية وقد لا تتوافر فى كل زمان ومكان..إن رعاية الأشجار تحتاج جهدا متواصلا..قد توفر لها الماء ولا تمنع عنها العواصف..وقد تمنحها الدفء ولا تجد لديك الأمن. ان الأشجار المثمرة يمكن ان تتعرض لايادى اللصوص، وما نشاهده فى الشوارع من ظواهر التحرش ضد النساء ماهو إلا عبث يمارسه اللصوص كل واحد يبحث عن لحظة طيش او لحظة متعة مسروقة..المتحرش لص مقنع بدلا من ان يسرق المسافرين فى القطارات فهو يتجه إلى جسد غافل أو صامت ويعبث فيه بلا ضمير.. وكثيرا ما أسقطت الأشجار وجوها حاولت ان تعبث بثمارها. ان أصعب الأشياء ان تتسلق نخلة لكى تجنى ثمارها أو تقفز على فرع شجرة فيأخذك ويهوى بك فى السفح البعيد..وهكذا النساء، اذا أحبتك المرأة أعطتك ما لم تحلم به: ظلالها وثمارها وأنس لياليها وإذا غدرت بك تترك جسدك الهزيل يتسلل على فروعها وفى لحظة ما ينكسر الفرع ولا تبقى غير الهاوية..انك لا تستطيع ان تجنى الثمار بسهولة لأن فى الأشجار ذكاء يصل أحيانا إلى درجة الخبث. ان الشجرة أحيانا تؤجل ثمارها عاما بعد عام، بعض الأشجار يستريح عاما ويثمر عاما وكذلك النساء قد تمنحك اليوم شيئا فى لحظة صفاء ثم تبخل عليك العمر كله.. وكما ان هناك أشجارا سخية فى ثمارها وظلالها هناك أيضا امرأة بخيلة إنها تشبه الصحراء الجرداء لا تجد فيها زهرة أو وردة أو حتى شجرة صبار. فى بعض الأحيان تجد فى الأفق البعيد شجرة وحيدة تقف شامخة أمام العواصف والرياح وتكتشف أنها امرأة أعطت كل شئ وبقيت فى ليالى الشتاء وحيدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة فى الصحراء امرأة فى الصحراء



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon