فاروق جويدة
عاش المصريون احلاما كثيرة بعضها تحقق والبعض الآخر بقى معلقا على صفحات الأيام لا هو اصبح حقيقة ولا هو اختفى مثل كل الأشياء.. فى يوم من الأيام كان اكبر حلم لنا ان ننتخب رئيسا.
وشاءت إرادة الله ان يموت لنا رئيسان بصورة مفاجئة ويسجن لنا رئيسان فى فترة قصيرة..اختلفنا على الرئيس عبد الناصر بقدر ما احببناه واختلفنا حول الرئيس السادات بقدر جرأته فى اتخاذ القرار وامام العدالة الآن يقف لنا رئيسان لكل واحد انصاره ومن يدافعون عنه ومازلنا ننتظر عدالة السماء..والآن نحن امام معركة انتخابية وهى لأول مرة امام جيل جديد فلا عبد الفتاح السيسى كان من الضباط الأحرار ولا حمدين صباحى كان من الحواريين فى بلاط حكام رحلوا..وهذا يعنى اننا امام تجربة جديدة لاختيار رئيس لمصر..لقد أخذ الرئيس مبارك شرعيته فى الحكم من جيل اكتوبر حتى خلعه الشعب واخذ الرئيس محمد مرسى شرعيته من جماعة حكمت مصر 12 شهرا وفشلت وخلعها الشعب ايضا..إلا اننا الآن امام صورة جديدة فى الأشخاص والاختيارات والظرف التاريخى..ان السيسى يستمد شرعيته فى سباق الرئاسة من ثورة 30 يونيه التى اطاح فيها الشعب بحكم الإخوان وسوف يدخل السيسى التاريخ من اوسع ابوابه لأنه وقف مع الشعب فى مواجهته مع الإخوان المسلمون ونجح فى إنقاذ مصر من حرب اهلية وانقسام رهيب بين ابناء المجتمع وقبل هذا كله خاض معركة تاريخية ضد الإرهاب..اما حمدين صباحى فقد خاض معركة انتخابية شرسة بعد ثورة يناير وها هو يكمل مشواره فى سباق الرئاسة ولا شك ان مشاركته فى الانتخابات بكل ملابساتها سوف تضيف الى رصيده الوطنى والسياسى الكثير..هل يتحقق حلم المصريين فى رئيس منتخب وديمقراطية حقيقية وشعب يقرر مصيره..هل يمكن لنا ان نفخر فى يوم من الأيام بأننا كنا المحطة الأولى لتجربة ديمقراطية ناجحة وشعب اختار رئيسه اختيارا حرا..لا اعتقد ان الزمن سوف يعود للوراء فلا الرؤساء الراحلون عائدون ولا نزلاء السجون قادمون وليس امامنا الآن غير ان ننظر الى المستقبل لنحقق احلامنا القديمة فى رئيس منتخب وشعب فى يده القرار.
"نقلاً عن الأهرام"