توقيت القاهرة المحلي 17:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انسحاب مفاجئ

  مصر اليوم -

انسحاب مفاجئ

فاروق جويدة

لا تتعجب أن تتساقط صور الناس من حديقة أيامك مثل الأوراق الصفراء التى تحملها رياح الخريف والأيام والسفر..لا تتعجب اذا لاحت امامك صورة كانت بالأمس مضيئة زاهية وقد تحولت إلى خيوط شاحبة

.. إن بقاء الأشياء يحتاج إلى الرعاية والاهتمام..

اذا أهملنا العمارة تساقطت جدرانها مع الزمن وإذا بخلنا على الأشجار بالماء والضوء والهواء ماتت حزنا وإذا نسينا صديقا أو حبيبا فلا يمكن أن تبقى جسور التواصل بيننا كما كانت..

كل الأشياء يمكن أن تختفى بل يمكن أن تموت.

. إذا بخلت الأمطار على الأنهار بالماء جفت الأنهار وتشققت الأرض..أصعب الأشياء أن تشاهد الأرض وقد أكلها الجفاف وما يحدث فى الأرض يحدث فى البشر كم من حبيب رعيته واخلصت له ولم تبخل عليه بشىء وتسرب من بين يديك لتجده بعيدا مثل شجرة وحيدة تقف عارية فى الصحراء..

أناس كثيرون ينسحبون من حياتنا فى ظروف غامضة وتجد كل واحد فى طريق لأسباب لا تعرفها ولكن الخيوط تقطعت والأسماء غابت والوجوه رحلت خلف سحابات النسيان..وتتعجب هل كان حبا وهل كانت صداقة وحين تصارح نفسك وتسألها تكتشف انه كان حبا ولم يكن نزوة وان الصداقة كانت رحلة عمر ولم تكن مجرد لقاء عابر ولكن ما سرى على الآخرين سرى عليك..

 إن الفصول تتغير..والسحب الكثيفة تشاهدها فى الشتاء وقليلا ما تظهر فى الصيف وزهور الربيع لا تحتمل قسوة الجليد وكذلك الحب مع الإهمال والجحود يمكن أن يصبح شيئا آخر إن أجمل ما فى الحب التواصل وأجمل ما فى التواصل الرغبة وأجمل ما فى الرغبة المشاركة وإذا اختفت هذه الأشياء تحول الحب إلى كائن غريب مشوه فلا هو إحساس ولا هو حنين ولا هو ذكرى .. انه صدفة جمعت قلبين أو رحلة سفر جمعتك مع إنسان آخر ونزل كل واحد فى محطة الوصول ..

 لا تتعجب إذا وجدت الحديقة الجميلة التى زرعتها فى ليلة حب وقد تحولت إلى مكان مهجور تتسلق فيه الحشائش وتعبث فيه أسراب النمل ..حين يفتقد الحب الرعاية والاهتمام اقرأ عليه الفاتحة ولا تحزن على الراحل العزيز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انسحاب مفاجئ انسحاب مفاجئ



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon