توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطرس غالي صوت مصر

  مصر اليوم -

بطرس غالي صوت مصر

فاروق جويدة

كنت عائدا من رحلة بحرية دامت ثلاثة شهور في دول غرب أفريقيا عندما اقتحمت مكتب د. بطرس غالي رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية في عام..1969 صافحني الرجل بتواضع شديد وجلست احكي له عن مخاطر الرحلة خاصة أمام العواصف التي كثيرا ما هددت السفينة العجوز..قدمت له مقالا عنوانه الدعاية الإسرائيلية في افريقيا وكان أول موضوع ينشر لي في مطبوعة تصدر عن الأهرام وهي مجلة السياسة الدولية..كان د.بطرس غالي إنسانا مهذبا مجاملا رقيقا ورغم انه عشق السياسة إلا انه عاش بروح الفنان..كثيرا ما كنا نلتقي في المناسبات العامة وتري فيه السماحة والترفع..كان تاريخا حافلا في السياسة الدولية وخاض معارك ضارية مع القوي العظمي خاصة امريكا التي لم تكن تريده امينا عاما للأمم المتحدة لولا ضغوط الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ودور الدبلوماسية المصرية في ذلك الوقت ومنذ غياب بطرس غالي عن سلطة القرارات في مصر تراجعت العلاقات بين مصر وأفريقيا حتي وصلت إلي أسوأ حالاتها..كان مثقفا كبيرا وسياسيا وأديبا ورغم عشقه الشديد للثقافة الفرنسية كانت ثقافته العربية من أهم مصادر تجربته الإنسانية..وفي مفاوضات كامب ديفيد بين السادات وبيجين كان بطرس غالي من أهم الأوراق التي ساعدت علي حل الكثير من الأمور المعقدة في المفاوضات..عندما واجهت أزمة صحية في عام2005 بسبب قضية توريث القضاء اصر ان يحتفل بي في المجلس القومي لحقوق الإنسان ويومها فوجئت به يترك مكانه في صدارة الاجتماع لكي اجلس فيه واقام لي احتفالية شارك فيها جميع أعضاء المجلس..كان دائما حاضرا في كل الأحداث الكبري صوتا مصريا نبيلا واصيلا مؤمنا بدور مصر علي مستوي العالم وكان يفخر بأن لنا النصيب الأكبر في تاريخ الحضارة الإنسانية..ومع رحيل د. بطرس غالي تفقد الدبلوماسية المصرية علما من أعلامها الكبار وتفقد مصر واحدا من أبنائها الأوفياء الذي كانوا مثالا للتضحية وانكار الذات..تتساقط اشجار مصر الشامخة وفي كل يوم يرحل عن الحديقة وجه من وجوهها المضيئة..كان صوتا مصريا سمعه العالم كله في أركان الأمم المتحدة مدافعا عن حق الشعوب في الحرية والكرامة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطرس غالي صوت مصر بطرس غالي صوت مصر



GMT 18:32 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 18:30 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 18:29 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 18:27 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

GMT 18:26 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«هشام وعز والعريان وليلى ونور وكزبرة ومنى ومنة وأسماء»

GMT 16:40 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الوطن هو المواطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon