فاروق جويدة
قبل أن ينبهر العالم بالاشتراكية الروسية وقبل أن نعرف كارل ماركس فى كتابه رأس المال وجدلية هيجل ويا عمال العالم أتحدو انبهر نفس العالم بإبداعات كُتاب روسيا العظام .
قبل أن نعرف كارل ماركس ولينين وستالين والثورة الشيوعية أحببنا كتابات تشيكوف وبوشكين وجوركى وباسترناك وتولستوى وكل هذا الرصيد الابداعى الجميل..واليوم يصل إلى القاهرة الرئيس بوتين للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وبين مصر وروسيا تاريخ طويل من العلاقات الممتدة منذ كان الاتحاد السوفيتى دولة عظمى..لم ينس المصريون السد العالى هو شهادة تاريخية للعلاقات بين الشعبين وكان انجازا حضاريا واقتصاديا وامنيا كبيرا ولم ينس المصريون السلاح الروسى الذى خاضوا به حرب أكتوبر اكبر نصر فى تاريخ مصر والعرب فى العصر الحديث..ولم ينس المصريون مصانع الحديد والصلب والسيارات والأسلحة والمعدات وواردات القمح الروسى فى أصعب اللحظات والأزمات التى عاشها المصريون .. لم ينس المصريون مواقف روسيا فى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحافل الدولية تأييدا للحقوق العربية خاصة القضية الفلسطينية .. كانت هناك خلافات وصراعات فكرية حول النموذج الاشتراكى الشيوعى ولكن كانت هناك مناطق كثيرة اتفقت فيها الشعوب وتوحدت إرادتها .. وحين يأتى الرئيس بوتين للقاهرة ومصر تعيش هذه المرحلة التاريخية فهو يجدد علاقات اتسمت دائما بالمصالح المتبادلة رغم كل ما أحاط بها من الملابسات والأزمات .. تأتى هذه الزيارة وهناك انقسامات حادة بين دول العالم وصراعات دامية فى العالم العربى وهو يحاول أن يكون له نصيب فى المستقبل أمام قوى كثيرة تدفعه للوراء داخليا وخارجيا .. أن هناك احتياجا مشتركا بين مصر وروسيا لأن الدولتين تتعرضان لضغوط دولية وإقليمية حادة ما بين الانقسامات والتحديات الاقتصادية والعقوبات الغامضة والصريحة .. تأتى هذه الزيارة لتفتح أبوابا للتعاون بين البلدين وخلف الرئيسين السيسى وبوتين تاريخ طويل من العلاقات التى يمكن البناء عليها فى كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية .. يأتى الرئيس بوتين وفى مصر مشاعر كثيرة من العرفان والمودة لتاريخ طويل من التواصل بين الشعبين فى مراحل كثيرة من تاريخنا المعاصر.