فاروق جويدة
قالت : اشعر بندم شديد كلما تذكرت وجه إنسان احبنى وتخليت عنه، اشعر بفداحة ما فعلت..هذا الإنسان قدم لى كل ما تحلم به المرأة من المشاعر الجميلة صدقا وإحساسا ووفاء، وكلما تذكرت وجهه وملامحه ونحن نتصافح فى لحظة فراق دامية أقول لنفسى، لماذا فرطى واين كان قلبك والإنسان الذى احبك يتوسل أليك ان تعيدى النظر فى قرارك بالرحيل..ورحلت وتركت خلفى تلالا من الذكريات لا اعرف اين ذهبت وكيف تلاشت..كلما اجتاحتنى مشاعر الندم أحاول ان ابحث عنه، ولا اعرف اين ذهب حتى أصدقاؤنا قالوا انه هاجر إلى دولة لا نعرفها..والبعض قال انه يزرع الصحراء بعيدا عن هذا العالم الجاحد..وسمعت يوما انه مات..ولكن كل الأشياء حوله تتسم بالغموض.. تمنيت شيئا واحدا ان أراه يوما لكى اعتذر له ومرت سنوات العمر بيننا فلا انا رأيته ولا عرفت مكانه..لقد عشت حياتى بعده والشىء الغريب اننى لم اشعر بقيمة وجوده إلا بعد ان اختفي..بماذا تفسر هذه المشاعر..
قلت:كنت دائما أقول ان الحب كائن ضعيف شفاف وانه لا يحتمل قسوة البشر ولهذا يأخذ أشياءه ويرحل..وهذا الحبيب الذى مضى هو الحب الذى لم يجد وطنا يحتويه ولازمانا يسعده ولا قلبا يبادله العطاء ولهذا رحل..ان الحب حين يرحل يمكن ان يؤجل الرحيل ويمكن ان يترك البيت ولكنه ينتظر على الباب قليلا وفى بعض الأحيان يعود متنكرا ربما وجد أشياء تذكره..واذا اكتشف ان الأماكن تغيرت وان الناس لم يعودوا كما كانوا يختفى فى ظروف غامضة دون ان يخبر احداً..هنا يشعر البعض بالندم لأنه فرط فى شئ لا يتكرر كثيرا ولهذا انصح كل إنسان عاش لحظة حب صادقة الا يفرط فيها لأنه قد يندم عليها طوال عمره..اعرف ناسا تنكروا لمشاعرهم وخالفوا قلوبهم ثم بعد ذلك ندموا..لا شئ عندى أقدمه لك لا عذر ولا نصيحة ولا عتاب لقد مضى الحب حين شعر انه ضيف ثقيل غير مرغوب فيه..ولأنه عزيز على نفسه قرر ان يمضى حتى ولو كان الألم رفيقه الوحيد..ترك لك الندم وحمل معه الألم وكلاكما خاسر.