فاروق جويدة
يدرس مجلس الشعب الآن قضية على درجة كبيرة من الحساسية والأهمية وهى إلغاء مادة الدين فى المدارس وتغييرها إلى ما يسمى مادة الأخلاق أو القيم.. والاقتراح غريب فى كل شئ لأنه لا تعارض ان تكون هناك مادة للدين وأخرى للأخلاق.. ان مادة الدين تخص الطلبة المسلمين وهى تشرح للطالب بعض ثوابت دينه فى الصوم والصلاة وفيها بعض الآيات القرآنية التى تساعد الطالب من حيث اللغة على التعامل مع لغة القرآن الكريم نطقا وإعرابا وهذا يفيد على مستوى دراسة اللغة العربية.. ان الفرق بين مادة الدين ومادة الأخلاق أو القيم ان الدين مادة ضرورية فى تكوين الطالب فى علاقته بعقيدته أما الأخلاق فهى مادة عامة لا تخضع لثوابت العقيدة ولكنها اجتهادات بشرية اقرب للنظريات الفلسفية منها للعقيدة الدينية.. ان إلغاء مادة الدين من المدارس خطر كبير وسوف يفتح أبوابا كثيرة للاعتراض من حيث المبدأ وسوف يترك فراغا كبيراً فى عقول الأبناء قد تملؤه جهات أخرى بأساليب متعددة.. وقد يتعرض الطلاب لأفكار متطرفة فى الزوايا والمساجد وعلى الانترنت.. إذا كانت فى مادة الدين التى يدرسها الطلاب الآن أى أفكار أو توجهات تفسد الأجيال الجديدة أو تشوه أفكارها فليس هناك ما يمنع ان تراجع وان تحذف هذه الأشياء أما ان نلغى مادة الدين بالكامل فهذا مشروع سوف يفتح الكثير من التساؤلات والأزمات والمشاكل.. مادة الدين فى المدارس جزء من منظومة متكاملة فيها اللغة العربية بقواعدها ونصوصها والقرآن الكريم جزء أصيل منها وفيها أيضا أهم الثوابت فى العقيدة التى ينبغى ان يعرفها كل مسلم ومنها العبادات صوما وصلاة وزكاة.. أما الأخلاق فهى طريق واسع يمكن ان تأخذ جانبا من المناهج التعليمية لأنها منطقة يلتقى فيها البشر جميعا حول قضايا الحق والخير والجمال وهى فى الأصل دعوات ربانية ولكنها أخذت سياقا مختلفا فى فلسفات البشر حين اجتهد كل تيار ليؤكد نظرية إنسانية حول قيم الإنسان وأخلاقياته.. الأديان دعوة للأخلاق ولكن الأخلاق الفكر والسلوك والقيم دعوة عامة لكل البشر.. مادة الدين لأصحاب العقيدة ومادة الأخلاق للجميع