فاروق جويدة
تعلمت من الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب مشاهدة برامج المصارعة الحرة وقد سألته يوما لماذا تحرص على متابعة هذه الرياضة العنيفة فقال أرى فيها قسوة البشر واشياء لا استطيع ان افعلها ويفعلها امامى الآخرون وكنت أرى عبد الوهاب وهو ينتفض مع ضربات المصارعين وكأنه يشاركهم اللعب ..
وبعد ذلك وقبل ان ينام كان يضع شريطا لإحدى مسرحيات فؤاد المهندس لينتهى يومه بابتسامة جميلة وما بين قسوة المصارعة وابتسامة المهندس كانت حياة عبد الوهاب الفن والإبداع والجمال .. وقد ظللت سنوات بعد رحيل عبد الوهاب اتابع احيانا مباريات المصارعة الحرة وكنت حريصا على مشاهدة الكابتن ممدوح فرج المصارع المصرى الشهير وهو يتنقل بين الفضائيات يقدم المباريات هنا وهناك ويعلق عليها ويذكر قصصا كثيرة عن نجوم هذه اللعبة الكبار فى كل بلاد الدنيا ابتداء بالتفوق وانتهاء بالاعتزال .. وقد تابعت حب الأطفال لهذا المصارع الشهير وهم يتصلون به ويطلبون اسماء ومباريات بعينها وهو يستجيب لهم بكل الحب .. لقد أسهم ممدوح فرج فى شعبية المصارعة الحرة ليس فى مصر ولكن فى العالم العربى واستطاع ان يجعل اجيالا مختلفة تتابع هذه اللعبة .. والغريب ان الأطفال فى كل بلاد الدنيا يحبون المصارعة الحرة وتجدهم يجلسون حول الحلبة فى المباريات الكبرى .. واخيرا رحل ممدوح فرج المصارع المصرى الوحيد تقريبا الذى حقق شهرة دولية يوم ان كان نجما فى سماء هذه اللعبة .. وسوف تفتقد برامج التليفزيون تعليقات وثقافة ممدوح فرج فى المصارعة الحرة فقد اضاف قاموسا من المعلومات حول هذه اللعبة لم يعرفه غيره .. فى يوم من الأيام كان محمد لطيف آخر المعلقين الكبار فى ساحة كرة القدم ومنذ رحل ظل مكانه خاليا .. والآن يرحل ممدوح فرج وتفقد البرامج الرياضية واللعبة الشهيرة المصارعة الحرةمعلقا من طراز فريد فى ثقافته وخبراته وشعبيته وسوف يحزن اطفال مصر كثيرا على ممدوح فرج الذى جعل المصارعة الحرة تدخل كل بيت فى ريف مصر ومدنها الكبرى .. رحمة الله عليه.