توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين داعش و صدام

  مصر اليوم -

بين داعش و صدام

فاروق جويدة

أصحاب القرار فى البيت الأبيض يقولون مادام الإرهاب بعيدآ عنا فلا خوف منه فهذه شعوب تحرق أوطانها ولا حيلة لنا فيها ..
 قبل ان تحتل القوات الأمريكية العراق كانت دولة العراق من أغنى الدول العربية كانت تحتل مرتبة متقدمة فى إنتاج وتصدير البترول وكان فيها إنتاج زراعى يكفى شعبها .. وكان الجيش العراقى من أقوى جيوش المنطقة وكانت الصراعات الدينية والطائفية تحت الأرض أمام جهاز أمنى قوى وسلطة حاكمة منضبطة .. كان هناك حاكم مستبد ولكن كان هناك شيء يسمى هيبة الدولة .. حين احتلت أمريكا العراق سرحت الجيش وشردت قوات الأمن .. وأسقطت كل مؤسسات الدولة ابتداء بإعدام صدام حسين وانتهاء بفتح الأبواب أمام الميليشيات المسلحة فى كل ربوع العراق .. وكانت هذه الإجراءات جميعا سببا فى فتح الأبواب أمام جحافل الإرهاب الذى امتد إلى كل ربوع العراق ثم انتقل إلى سوريا ثم اجتاح ليبيا حتى وصل إلى اليمن .. إن الشيء المؤكد أن أمريكا وهى تتصور أنها بعيدة عن النيران سوف تجد نفسها يوما فى هذا المستنقع الرهيب من الانفلات فلاشيء فى العالم اليوم ببعيد بما فى ذلك قوات داعش التى جمعت شبابا من دول أوروبا ومن أمريكا نفسها .. من الخطأ أن تتصور دولة كبرى أو صغرى أنها بعيدة عن النيران التى أشعلتها .. إن الإدارة الأمريكية التى قررت أكثر من مرة إرسال قواتها العسكرية إلى سوريا لمواجهة نظام الأسد تفكر الآن فى التعاون معه عسكريا لمواجهة داعش ولو كان صدام حسين حيا حتى الآن لأخرجته أمريكا من سجنه وطلبت منه أن يعيد الأمن إلى ربوع العراق.. فى أحيان كثيرة يكون القرار الأعمى سببا فى كوارث اكبر وأوسع ولعل أمريكا تسأل نفسها الآن من كان الأفضل داعش أم صدام حسين .. كان من السهل على أمريكا أن تتفاوض مع صدام حسين وهى الآن تسعى للتفاوض مع الأسد ولكن قدرها الأسود أن تجد نفسها فى مواجهة داعش ليس فى بغداد ولكن فى واشنطن أو نيويورك وهذا ليس ببعيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين داعش و صدام بين داعش و صدام



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon