فاروق جويدة
لا أتصور أن تحصل تلميذة على صفر فى جميع المواد حتى لو لم تذهب إلى المدرسة يوما واحدا طوال العام .. ولا أتصور ان تتسرب أوراق الاسئلة فى معظم مواد امتحانات الثانوية العامة بعد دقائق من بدء الامتحان..ولا أتصور ان تنتقل هذه الكارثة إلى الامتحانات فى جامعة الأزهر..ولا أتصور ان يقف التلميذ الحاصل على 97% حائرا لا يجد الكلية التى كان يحلم بها .. ولا أتصور ان يكون عدد الحاصلين على اكثر من 100 % بالمئات .. هذه كلها ظواهر مخيفة ومزعجة وتؤكد ان الخلل فى العملية التعليمية وقد وصل إلى أسوأ حالاته .. ان التلميذة التى كانت نتائجها فى السنوات الماضية اكثر من 90% لا يمكن ان تحصل على هذا الصفر فى نهاية المطاف وتصل أوراقها إلى القضاء والنيابة ولم يبت فى شئ من ذلك حتى الآن .. هناك ظواهر فساد فى مسلسل التعليم فى مصر ابتداء بالمناهج وانتهاء بنظم الامتحانات .. فى امتحانات الثانوية العامة الأخيرة كانت الصحف ووسائل الإعلام تنشر كل يوم قصصا عن تسريب أوراق الأسئلة ووصولها إلى التلاميذ سواء قبل أداء الامتحانات أو أثنائها داخل اللجان..لا شك ان وسائل الاتصال الحديثة كان لها دور كبير فى هذا العبث ولكن الغريب ان جهات التحقيق وأجهزة المتابعة فى وزارة التربية والتعليم لم تصل إلى حقيقة هذه التسريبات وهى تذكرنا بالصور الكئيبة للتسريبات الإعلامية التى نشرت عشرات القصص والروايات ولا احد يعرف من أين جاءت وما هى مصادرها .. هل يعقل ان تشهد معظم مواد الثانوية العامة تسريبات للأسئلة وهل يعقل ان تحصل تلميذة على صفر فى كل المواد وأين نتائج التحقيقات فى كل هذه الظواهر المرضية التى أفسدت صورة التعليم فى مصر وجعلت كل حكاياته فى صفحات الحوادث والجرائم اليومية .. إنقاذ التعليم قضية أمنية أخلاقية ثقافية .. وقبل هذا كله كارثة وطنية بكل المقاييس ويجب ان نبدأ بإصلاح التعليم لأنه يقف وراء كل ما نعانيه من الأزمات .. التعليم فى مصر يحتاج إلى ثورة.