توقيت القاهرة المحلي 19:03:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توريث الوظائف

  مصر اليوم -

توريث الوظائف

فاروق جويدة

حين يعلن د. اشرف العربى وزير التخطيط ان 800 ألف موظف تم تعيينهم فى الحكومة بعد ثورة يناير فينبغى أن نسأل من هم هؤلاء وما هى الجهات والمؤسسات الحكومية التى قامت بتعيين هذا العدد وما هى قدرات هذا العدد من البشر وماذا اضاف لمنظومة العمل الحكومى فى الدولة.
أن هذا يعنى أن الشباب كان يتظاهر فى التحرير بينما مؤسسات الدولة والمسئولون فيها مشغولون بتعيين أبنائهم وأقاربهم فى زحمة الأحداث ..وحين يقول وزير التخطيط إن فى مصر 6.5 مليون موظف كلهم أقارب فعلينا أن نسأل وماذا عن مواد الدستور التى تتحدث عن تكافؤ الفرص والمساواة بين أبناء الشعب الواحد .. هناك ملايين الشباب المتفوقون الذين يجلسون على المقاهى ويدورون فى الشوارع تسحقهم طوابير البطالة ..وهناك المتفوقين الذين ترفضهم المؤسسات المهمة فى الدولة تحت شعار غير لائق اجتماعيا هذه الوصمة التى طاردت أجيالا كاملة وجعلت البعض منهم ينهى حياته انتحاراً امام مجتمع افتقد العدالة والرحمة إذا كان موظفو الدولة من الأقارب فهذا يؤكد ان توارث البيروقراطية المصرية العريقة دخلت فيه الجينات ولم يعد فقط مجرد خبرات أو تجارب مشوهة .. يجب اجراء فحوص وراثية على كبار الموظفين فى أجهزة الدولة لكى نحدد أنواع الفيروسات التى اصابت الجهاز الادارى وأدت بنا إلى حالة التخلف التى نعيشها وكيف ستنتقل هذه الفيروسات إلى الأجيال القادمة بحكم الوراثة .. فى كل أجهزة الدولة المصرية الآن تجد ثلاثة أجيال متعاقبة الجد والاب والحفيد واذا أردت ان تعرف هذا التسلسل عليك ان تقرأ صفحة الوفيات لكى تجد الأسرة كلها تعمل فى مكان واحد فى القضاء والبترول والإعلام والشرطة والمواقع السيادية والبنوك والخارجية وكل حفيد يرث جده وأباه ثلاثة اجيال توارثت كل أمراض البيروقراطية.. سوف نحتاج وقتا طويلا حتى تتخلص مصر من فيروسات توريث الوظائف وسوف نحتاج إلى مصحات نفسية لنعالج فيها البسطاء المتفوقين الذين لم يجدوا فرصة عمل لأنهم غير لائقين اجتماعيا وعلينا أن نعالجهم من الاكتئاب والإحساس بالظلم .. قليل من الرحمة والعدالة يجعل الحياة أجمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توريث الوظائف توريث الوظائف



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon