فاروق جويدة
يبدو أن وزارة الداخلية بدأت فى اتخاذ إجراءات جادة لإنقاذ المصريين من لعنة النت والفيس بوك واليوتيوب وقبيلة الاتصالات الحديثة التى خربت عقول الشباب..
لقد قدمت هذه الوسائل الحديثة فى الاتصالات خدمات رهيبة فى كل شئ..فى سرعة التواصل وقطع المسافات والانفتاح على العالم بحيث تحول فعلا إلى قرية صغيرة..فى النت تستطيع ان تبرم الصفقات وتحول الأموال وتجرى المفاوضات وفيه أيضا تعيش مع الفن الراقى الجميل وتسمع روائع الماضى وتقرأ الاخبار والصحف وتشاهد الفضائيات وتتابع البرامج..كل هذه الخدمات انجاز حضارى رهيب ولكن بجانب هذه الايجابيات هناك كوارث أخلاقية وسلوكية جعلت من هذا الجهاز الصغير مأساة فى كل بيت..ان الفضائح الأخلاقية تجرى على مواقع النت..تصنيع القنابل والمفرقعات والتواصل بين شبكات الإرهاب وتهريب الأموال ونهب الثروات والاعتداء على حرمة البيوت والمخدرات وأفلام العرى كل هذه الأشياء فى متناول الأطفال الصغار الذين يجلسون بالساعات أمام هذه الشاشات الصغيرة دون رقابة من احد..أن الغريب فى الأمر ان تجد الأب جالسا أمام جهاز الكمبيوتر والأم أمام الايباد والابناء أمام التليفون المحمول وكلهم ضحايا هذا العبث..ان استخدام النت فى جمع المعلومات أو الأخبار أو الأبحاث أمر جيد ومطلوب ولكن لنا ان نتصور شبابا يعيشون لحظات جنون أمام هذه الفوضى الكونية هناك جرائم كثيرة تتم الآن تحت راية التواصل الاجتماعى وهو خراب اجتماعى وأمام وزارة الداخلية قضايا كثيرة فى الجنس والنصب والاحتيال باسم التكنولوجيا واصبحت كثير من الأسر تعيش فى حالة خوف وفزع على أبنائها ما بين الشات وأفلام الجنس والمداخلات المشبوهة والعصابات التى تستخدم ذلك كله للإيقاع بالضحايا..مطلوب إجراءات جديدة تحكم هذه الكوارث التى تحيط بالمجتمعات وتهدد مستقبل الأجيال القادمة..فى بيوت كثيرة لا احد يتكلم مع الآخر الكل يسبح فى هذا الفضاء السحيق فى عالم النت..عالم الغيبوبة. هناك مسئولية كبيرة على الأسرة فى ان تراقب اطفالها الصغار ولا تتركهم فريسة جهاز صغير..وعلى الدولة أيضا ان تمارس حقها فى حماية المجتمع من أخطار كثيرة تهدد آمنه ومستقبله فقد أصبح الإرهاب صناعة دولية يمكن تصديرها إلى أى مكان فى هذا العالم