فاروق جويدة
آخر جرائم الرشوة الإعلامية كانت من نصيب بلد النور والحريات فقد وقع اثنان من ابرز الصحفيين الفرنسيين في فخ شديد الذكاء والخطورة مع العاهل المغربى الملك محمد السادس الصحفيان هما إيريك لوران وكاترين جراسييه والقضية الآن أمام القضاء الفرنسى حيث ضبط المتهمان متلبسان بتقاضى مبلغ 40 ألف يورو لكل منهما في نطاق صفقة قيمتها 3 ملايين يورو مقابل عدم نشر كتاب ومعلومات تسيء للعاهل المغربى .. وقامت الشرطة الفرنسية بتسجيل لقاء الاتفاق على الرشوة وألقت القبض على الصحفيين المتهمين وأحالتهما إلى القضاء .. وقد استطاعت الجهات المسئولة في المغرب إدخال الصحفيين إلى دائرة الاتهام من خلال تسجيلات ومبالغ مدفوعة في لقاءات مع ممثلين لدولة المغرب في هذه الصفقة .. انها لعنة المال التى تطارد الناس في كل مكان حتى في بلد الحريات وعاصمة النور ولكن الصحفى العجوز لوران لم ينج من هذه اللعنة رغم انه لم يكن يوما بعيدا عن مستنقع الشبهات فقد قدم أكثر من كتاب كانت تحمل محاولات ابتزاز وكانت المرة الأخيرة هى نهاية المطاف في فضيحة دولية .. ان خطورة الإعلام الآن تجاوزت حدود الأماكن والأوطان ولم يعد دور الصحفى مقصورا على وطن يعيش فيه أو جريدة يكتب فيها ولكنه أصبح مصدر قوة وتأثير تجعله يفكر في تشويه صورة حاكم أو صاحب قرار في دولة أخرى ووطن آخر.. انتقلت رشاوى الصحافة وتجاوزت حدود الدول وجرائدها وهذا يتطلب إجراءات دولية للحد من جرائم النشر والتهديدات التى يتعرض لها البعض أمام سطوة الإعلام وجبروت صاحبة الجلالة .. والغريب أن أرقام الرشاوى في بلاط صاحبة الجلالة لم تعد بالآلاف أو مئات الآلاف ولكنها وصلت إلى الملايين وكان الصحفى في زمان مضى يكتب كتابا يحقق له المجد والشهرة والبريق ولكنه الآن يكتب كتابا يبتز به ملكا أو رئيساً أو رجل أعمال أو دولة أو مسئولا كبيرا .. وانتهى زمن صحافة الشرفاء لكى ينتشر زمن صحافة الفضائح وتشويه صورة البشر والحصول على المال بطرق غير مشروعة.