بقلم فاروق جويدة
كانت المفاوضات التى دارت بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ناجحة بكل المقاييس ولا شك إنها حدث تاريخى كبير ولم تشهد العلاقات المصرية السعودية انجازا بهذه الضخامة على كل المستويات..كان فى مقدمة هذه الانجازات العودة لمشروع الجسر البرى الذى يربط البلدين بطريق برى يبدأ من جزيرة تيران إلى جزيرة صفافير بطول 23 كيلو متر حيث يرتكز الجسر على الجزيرتين وسوف يقطع المسافرون الجسر فى 20 دقيقة وينتهى إنشاؤه فى ثلاث أو أربع سنوات..لا احد يعرف لماذا توقف مشروع هذا الجسر أكثر من مرة حتى ان الصحف نشرت ميعاد توقيع الاتفاق ثم ألغى المشروع تماما وكان ذلك فى عهد الملك فهد طيب الله ثراه..وقيل يومها ان إسرائيل اعترضت على المشروع وقيل أيضا ان الخوف على مدينة شرم الشيخ السياحية كان احد أسباب توقف المشروع خوفا من زحام القادمين والذاهبين وآلاف السيارات والبشر الذين سيعبرون الجسر..ولا شك ان الأسباب واهية أمام مشروع ضخم بهذه الأهمية اقتصاديا وجغرافيا..هذا الجسر سوف يفتح أبوابا واسعة للتجارة العالمية وسوف يضع الإنتاج السعودى من كل المنتجات خاصة البترولية على أبواب أوروبا فى البحر المتوسط كما ان المشروع سوف يفتح أبواب السياحة للقادمين من السعودية وكل دول الخليج وقبل هذا كله سيكون أول جسر برى يربط آسيا وأفريقيا بما فى ذلك من آثار اقتصادية خاصة ونحن نتكلم عن كتلة اقتصادية تتصدر الآن الاقتصاد العالمى هى دول شرق آسيا..ان هذا الجسر سوف يغطى تكاليف إنشائه فى خمس سنوات من تشغيله ولو ان المشروع تم من سنوات لنا ان نتخيل حجم الخسارة فيه منذ توقف..ان الجسر الذى سيطلق عليه اسم الملك سلمان يعد خطوة كبيرة فى إنشاء واقع جغرافى جديد كنا نطالب به من سنين ان الوحدة العربية لابد ان تقوم على الاقتصاد لأن شبكة المواصلات التى أقيمت فى دول اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية كانت هى أول من مهد لقيام كيان كبير يسمى الاتحاد الأوروبى فهل يكون جسر الملك سلمان أول خطوة فى إقامة الاتحاد العربى بين مصر والسعودية.