فاروق جويدة
لا نملك غير الدعوات ونحن نتابع حالة جمال الغيطانى الصحية وهو يرقد منذ أيام فى غرفة الإنعاش بمجمع الجلاء الطبى التابع لقواتنا المسلحة .. كانت أزمة قلبية حادة وعنيفة توقف بعدها قلب الغيطانى وانتقل الى المستشفى تحت جهاز التنفس الصناعى .. كانت ذاكرة جمال الغيطانى أكثر المناطق ثراء فى مشواره الأدبى وهو يمزج بين التاريخ واحداثه والحاضر ومعاناته ..
لم تكن حياة الغيطانى مشوارا عاديا فهو قصة كفاح امتدت سنوات طويلة استطاع فيها ان يقدم رصيدا إبداعيا وضعه فى الصفوف الأولى من كتاب الرواية العربية فى أجيالها الأخيرة ..
كان دءوبا ومثابرا وعنيداً وعاشقا للتراث بكل أشكاله محبا للأصالة فى كل صورها .. وقد عاش من قبل تجارب صحية قاسية وعنيفة واجرى جراحة خطيرة فى القلب المفتوح وتجاوز كل هذه المحن والأزمات ..
كانت أزمته الأخيرة واحده من أكثر الأزمات خطورة ومازال يعانى منها فى صورة غيبوبة دائمة..والغيطانى صاحب تجربة ثرية مع التراث الذى أحبه وتأثر به كاتبنا الكبير نجيب محفوظ فهو يحفظ ذاكرة الأماكن ويرتبط بها ويعايشها ولم يقتصر ذلك الارتباط على الرواية ولكنه انتقل الى كتاباته النثرية والبرامج التليفزيونية التى تنقل فيها بين آثار القاهرة القديمة بأحيائها وشوارعها وبيوتها .. خاض جمال الغيطانى تجارب إنسانية كثيرة عميقة ومؤثرة وكانت تجربته كمقاتل مع الجيش المصرى حين كان مراسلا حربيا من أخصب التجارب فى حياته ..
وكانت تجربته فى جريدة الأدب كصحيفة أدبية ثقافية تجربة ناجحة وكانت علاقته بكاتبنا الكبير نجيب محفوظ والتى امتدت سنوات من أكثر العلاقات الإنسانية والفكرية التى أثرت فى حياته.. ان الجانب الإنسانى الأخلاقى من أهم الأشياء التى تميز بها مشوار جمال الغيطانى وكل دعواتنا له الآن وهو يعيش هذه المحنة الصحية وحوله أسرته ورفيقة مشواره الزميلة ماجدة الجندى ان يعبر هذه الأزمة ويعود لنا كما كان دائما متألقا وجميلا ومبدعا. ان جمال الغيطانى قيمة حقيقية ورمز وطنى شديد الإخلاص ودعواتنا مع كل محبيه ان يتجاوز هذه المحنة الصحية لكى يكمل مسيرته إبداعا وتأثيرا وحضورا.