بقلم فاروق جويدة
تبقى الجيوش فى تاريخ وحياة الشعوب هى الحصن والأمن والملاذ فى أوقات الشدائد والمحن وكنت دائما اشعر ان جيش مصر حين ينتفض يستطيع ان يؤكد وجود هذا الوطن ودوره ومسئولياته وفى ظروف كثيرة أكدت الأحداث والأيام ان لدينا مؤسسة عريقة أثبتت قدرتها على الحسم والمواجهة.. وفى الأيام الأخيرة أعلنت مؤسسة «جلوبال فاير بور» المتخصصة فى تقييم قدرات الجيوش فى العالم أن جيش مصر احتل المرتبة العاشرة بين جيوش العالم متفوقا على جيوش المانيا وايطاليا وتركيا ورغم هذا التقييم المتقدم فى الترتيب فإن خبراء العسكرية المصرية يؤكدون ان جيش مصر الأقرب إلى المرتبة الخامسة فى جيوش العالم. ان المهم فى ذلك كله ان مصر استطاعت ان تحافظ على جيشها فى وقت تعرضت فيه جيوش المنطقة لعمليات تدمير كاملة خاصة الجيش العراقى والجيش السورى يضاف لذلك ان الجيش المصرى يخوض معركة من أسوأ انواع الحروب فى العالم وهى معركته فى سيناء ضد الإرهاب وقبل هذا كله فأن جيش مصر استطاع ان يحمى جبهتها الداخلية فى ظروف صعبة أمام ثورتين شعبيتين وخلع رئيسين وملايين البشر فى الشوارع وحالة الفوضى التى عاشتها مصر طوال خمس سنوات كاملة.. ووسط كل هذه الأعباء الأمنية كان الجيش يقوم بأكبر عملية إعادة بناء فى مؤسسات الدولة من الطرق والخدمات والمرافق وقناة السويس والمنشآت الجديدة واستصلاح الاراضى.. وأمام الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الاقتصاد المصرى قدم الجيش آلاف الملايين من الجنيهات لدعم ميزانية الدولة.. كنت دائما اشعر بالاطمئنان فى مسيرة مصر مادام جيشها قادرا على مواجهة التحديات وكنت أرى انه بقى دائما جزءا عزيزا من ثرائها الحقيقى وقوتها الصامدة..فى لحظات الانقسام والفرقة كان جيش مصر قادراً على ان يلم الشمل ويجمع الشتات ويؤكد وحدة الوطن وشموخه.. منذ شهور قليلة كان ترتيب الجيش المصرى بين جيوش العالم فى المرتبة 14 والآن هو ضمن الجيوش العشرة الكبرى وبعد فترة قصيرة سيكون من الجيوش الخمسة الاولى فى العالم وهذا انجاز يجب ان يعتز به كل مصرى.