توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدائق الموت فى الساحل الشمالى

  مصر اليوم -

حدائق الموت فى الساحل الشمالى

بقلم فاروق جويدة

لا أحد يعلم عدد الألغام التى تركتها الحرب العالمية الثانية فى منطقة العلمين والساحل الشمالى المصرى هناك أرقام تبدأ من 8 ملايين لغم وأخرى تزيد على 27 مليون لغم والرقم الوحيد المؤكد ان القوات المسلحة المصرية قد أزالت 3 ملايين لغم بتكلفة وصلت 27 مليون دولار..وقد بقيت هذه المأساة فى أدراج المسئولين فى مصر سنوات تجاوزت 60 عاما لم تستطع الدولة المصرية فى أى وقت ان تتخذ موقفا حاسما مع دول الاتحاد الأوروبى لكى تقوم بتمويل هذه العملية كواجب إنسانى وتاريخى واقتصادى..كانت المبالغ التى حصلت عليها مصر فى هذه الكارثة ضئيلة للغاية لا تتناسب مع المخاطر التى تحيط بهذه المنطقة حتى إنها وحدها تضم 20% من الألغام المزروعة فى العالم كله..وقد قرأت أخيرا أن د.سحر نصر وزيرة التعاون الدولى بدأت مفاوضات مع الاتحاد الأوروبى حول هذه المأساة ولو نجحت الحكومة الحالية فى هذه المهمة فسوف تدخل التاريخ من أوسع أبوابه فقد كانت قضية الألغام من اخطر القضايا التى ثار حولها جدل كبير ما بين مؤسسات الدولة المصرية والعالم الخارجى..لا أعتقد ان الدولة المصرية قد أخذت هذه القضية بالجدية المطلوبة ورغم العلاقات التاريخية بين مصر والاتحاد الأوروبى فإن الدول الغربية لم تكن يوما جادة فى إزالة هذه الحقول من الألغام كما ان الدعم الأوروبى كان هزيلا للغاية واكتفت الحكومات المتعاقبة فى مصر بطرح القضية ومناقشتها دون الوصول إلى حلول حقيقية..فهل تستطيع وزيرة التعاون الدولى ان تضع هذه المأساة فى مكانها الصحيح..هناك مليون فدان يمكن استصلاحها فورا فى الساحل الشمالى ومنطقة العلمين إذا أزيلت هذه الألغام وهناك ثروات طبيعية كثيرة ابتداء بالغاز والبترول حرمتنا الألغام من الوصول إليها وهناك آلاف الضحايا ماتوا أو أصيبوا وفقدوا بعض أجزائهم من هذه الألغام..وقبل هذا كله فقد حرمت حدائق الموت استثمار هذا الجزء العزيز من الوطن سنوات طويلة وهى مناطق تمتد عليها الشواطئ ويمكن ان تقام عليها اكبر مشروعات للطاقة الشمسية..إن ألغام الساحل الشمالى واحدة من اخطر الكوارث التى تركتها العهود الماضية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدائق الموت فى الساحل الشمالى حدائق الموت فى الساحل الشمالى



GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

بايدن خارج السباق

GMT 23:58 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دار المحفوظات

GMT 00:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

على أبواب مكة

GMT 22:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السقوط

GMT 23:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شعوب تستحق الحياة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon