توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين تختفى قناديل الرحمة

  مصر اليوم -

حين تختفى قناديل الرحمة

فاروق جويدة

أكثر ما يهدد البشر ان تغيب الرحمة..ان غياب الرحمة يفتح كل أبواب الكراهية وحين تنتشر أشباحها في الشوارع والطرقات تظهر حشود العنف والإرهاب..

ان الرحمة أنبل الصفات في دنيا البشر وهى تسبق كل المشاعر الأخرى ومن عرف الرحمة لابد أن يعرف طريق الحب..

وإذا غابت فلا حب ولا عطاء ولا تصالح..ومع الرحمة نتعلم معنى العطاء وتكبر فينا أشجار القناعة ولا نتصور الحياة إلا مع الآخرين لأن الأنانية لا تجتمع مع الرحمة والإنسان الأنانى لا يحب إلا نفسه ولا يرى في الكون شيئاً سواها ولهذا يقف وحيداً في هذه الحياة لأنه يقطع كل خيوط التواصل والمودة مع البشر..

واذا كانت الرحمة سلوكا فرديا تشعر به في سلوكيات الناس ومشاعرهم فهى تمثل قيمة كبرى في حياة المجتمع..

ولهذا إذا غابت الرحمة انتشرت الكراهية والأنانية ورفض الآخرين ومن هنا تبدأ مراحل أخرى في السلوك أخطرها العنف لأن الأنانية لا تسمح للإنسان ان يشاركه احد ما يرى وما يشعر وما يملك..انه يريد كل شىء لنفسه وهذا النوع من الناس مكروه بين الجموع لأن الجماعة تقوم على التواصل والمودة..وحين ينتشر العنف تظلم الحياة ويفكر الإنسان بيديه ويغيب عقله ويتحول إلى مجرد آلة تحركها النزوات ابتداء بالشر وانتهاء بالحقد وما بين الشر والحقد تنشأ بيننا كائنات غريبة تحمل اسم البشر فلا تحكمها عقيدة ولا تحميها قيم ولا ترى في الحياة إلا تحقيق مطالبها..مع العنف يصبح التفكير آخر منطقة يلجأ إليها الإنسان لأن العنف يحجب مناطق الضوء في عقله..إذا حاولنا البحث عن نماذج العنف في حياة الناس سوف نكتشف ان هؤلاء البشر الذين مارسوا العنف كأسلوب حياة انطفأت في عقولهم قناديل الفكر وغابت مواكب الرحمة وما يحدث حولنا الآن يجسد هذه الحقائق هناك مجتمعات تخلت عنها الرحمة فظهرت حشود الكراهية وانتشرت أشباح العنف..في هذه الحالة يخسر الإنسان كل مقومات وجوده لأن العدل يختفى إذا غابت طيور الرحمة ومعها تسقط منظومة الحب ويجد الإنسان نفسه حائرا أمام حشود العنف..وتتحول الحياة إلى غابة تسكنها الكراهية وتعشش فيها أشباح الحقد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تختفى قناديل الرحمة حين تختفى قناديل الرحمة



GMT 08:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ألف سؤال.. وسؤال

GMT 08:36 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كنز في أسيوط!

GMT 08:33 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

نقطة ومن أول السطر.. انتهى مهرجان 45 وبدأ 46!

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الزلزال الأمريكى

GMT 08:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الثروة الغائبة!

GMT 08:23 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منال عوض ميخائيل!

GMT 08:21 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بين 2019 و2024

GMT 08:19 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع قوى أم صراع حضارات؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon