فاروق جويدة
النساء مثل المدن .. هناك تشابه غريب بين المرأة والمدينة .. وفى المدن نجد كل الأشياء الشوارع والبشر والأماكن ..
هناك مدن نعشقها ونشعر دائما بالحنين اليها وحين نتركها تصغر الدنيا في عيوننا فلا نرى حولنا شيئا .. وفى المدن نجد الحدائق والأشجار والمبانى النظيفة ونجد فيها أيضا الخرائب والمستنقعات .. وقد يقع الإنسان في عشق مدينة ولا يفارقها .. وقد يرحل عنها ولا يعود إليها .. ومثل المدن تجد النساء هناك امرأة تتمنى أن تعيش معها العمر ألف مرة وتحزن على كل يوم عشته بعيدا عنها .. إنها الشجرة التى تمنحك الجمال والثمار والظلال .. إنها الونسة التى تعيش معها كل مشاعر الصدق،. إنها النهر المتدفق الذى يمنحك الحياة .. هناك امرأة مبهجة تشعرك دائما بالسعادة في كل شىء .. إن حديثها يثير كل ما هو جميل في خيالك ويحرك كل ما فيك من الوهج والبريق .. وهذه المرأة المدينة التى تتسع شوارعها لكل الأشياء .. اذا أردت أن تحب وتعيش لحظة جنون اترك نفسك على شواطئها .. اذا جلست مع نفسك تفكر وتتأمل فهى شريك دائم للعقل والحوار واذا شعرت بالحنين إلى زمن مضى ويأبى ان يعود فهى قادرة على ان تصنع لك كل الأزمنة .. واذا بحثت عن وجه يؤنس وحدتك وسط هذا الصخب المجنون سوف تجد لديها الأمن والسكينة، إنها مدينتك التى تحتويك..واذا تغيرت الأيام واختلفت الألوان وساد الزحام مدينتك الوادعة سوف تجد في قلبها ركنا صغيرا تلقى عليه هموم رحلتك الطويلة .. انها تحمل كل صفات البشر فيها الهدوء المتأمل والصخب المجنون والرقة والرحمة وفيها أيضا تقلبات الفصول .. إنها تحب وتكره وتثور وتغضب .. تجئ وتهرب ولكنها في النهاية عصفورك الصغير الذى يغنى لك كل صباح وأحيانا يغيب عنك قليلا ويرحل ولكن غناءه لا يترك شرفتك .. عصفورتى الجميلة افتقد كل صباح صوتك المسافر وبريق عينيك الذى أضاء حياتى واشعر دائما بالندم على ما فات من العمر وأنت هناك بعيدة بعيدة ولا أدرى في اى سماء تحلقين