توقيت القاهرة المحلي 07:52:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين تغيب الحقيقة

  مصر اليوم -

حين تغيب الحقيقة

فاروق جويدة

من اسوأ الأشياء ان يتحايل الإنسان على الحقيقة فيغمض عينيه فى عز النهار لكى يوهم نفسه ويوهم الآخرين ان الشمس لم تطلع..ويحترف الكذب ظنا منه ان الآخرين لا يفهمون..هناك من يراهن على غباء الناس ثم يكتشف انه الغبى الحقيقى وان هؤلاء الذين ادعوا السذاجة يدركون كل شئ..أقرا أحيانا لبعض الكتاب واراه يلوى عنق الحقيقة ويمارس لعبته فى التحايل متوهما انه خدع الناس ويضحك الجميع من سذاجته لأنه خدع نفسه..وللتحايل مدارس وأساليب ابتداء بالنصابين فى الأسواق وانتهاء بتجار الكلام مرورا على سماسرة المشاعر..ان تنصب على شخص ما فى صفقة أو بيع سيارة أو قطعة ارض غير ان تمارس نفس اللعبة على شعب فتبيع له أفكارا فاسدة أو تبرر له موقفا مشبوها وتحاول ان تلوى عنق الحقيقة لتصنع من الفسيخ شربات ويبقى الفسيخ فسيخا بكل روائحه الكريهة..هناك أقلام ومواقف تشم روائحها من الف ميل..وهناك وجوه تشاهدها على الشاشة وتشعر انك أمام دمية كاذبة تحاول ان تخدعك وتضللك وللأسف الشديد ان هذه النوعيات من السلوك انتشرت فى وسائل الإعلام وعلى الشاشات وفى مواقع التواصل الاجتماعى .. اذا أردت ان تعرف إلى أى مدى انحطت السلوكيات وفسدت أخلاق الناس حاول ان ترى لغة الحوار سوف تجد أحط الكلمات وأسوأ الألفاظ وسيول من الشتائم وتتعجب كيف انحدر مستوى الأخلاق بهذه الصورة ويتضح لك ان هناك مدارس تتعلم منها الأجيال الجديدة لغة الحوار الهابط .. وفى كثير من المسلسلات انحطت وفسدت لغة الحوار بحيث انك تخاف على ابنتك الصغيرة ان تصل اليها بعض القذائف من الشاشة فتصيبها فى مقتل .. ويتساءل الإنسان هل هؤلاء الذين يمارسون هذه الأعمال يشعرون بخطورة الجرائم التى يشاركون فيها .. ان التحايل جريمة والنصب كارثة والكلام المنحط مصيبة وقبل هذا كله فأن تلقين الأجيال الجديدة كل هذه الدروس السيئة جريمة فى حق المستقبل .. إننا فى حاجة إلى دراسات نفسية واجتماعية وأخلاقية ربما توصلنا إلى الأسباب التى جعلت هذه السلوكيات الفاسدة تطفح على وجه المجتمع وتشوه كل شئ فيه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تغيب الحقيقة حين تغيب الحقيقة



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon