فاروق جويدة
قالت : ماذا عن حب مضي..هل يمكن ان يعود وتستعيد القلوب نبضها وتسترد الأيام مشاعرها وتخفق القلوب مرة أخري..كيف يجدد الحب شبابه..لقد ذهب من كنت احب وافترقنا ومضى كل منا فى طريق احيانا يخيل إلى وانا اجلس وحيدة انه سوف يتسلل إلى وحشة ايامى وينقذنى من لياليها الطويلة واكتشفت ان الأحلام مجرد أوهام عابرة تزورنى احيانا وسرعان ما تختفي..مازالت عندى هواجس وامانى ان المسافر يمكن ان يعود.
قلت : ان عودة الحب ليست امراً مستحيلا وان كان صعبا..لأن للحب شروطا ومطالب والتزامات، انه عقد بين قلبين واذا اخل احدهما بشروط الاتفاق فإن من حق الطرف الثانى ان ينسحب فى هدوء، ولهذا فان قصص الحب التى انتهت نهايات دامية كان من الصعب بل من المستحيل استردادها .. هناك نهايات مفزعة بل دامية ومنها الخيانة لان الخيانة لا تترك للحب بابا لأنها توصد كل الأبواب .. والكذب ايضا من النهايات المؤلمة وحين تجتمع الخيانة مع الكذب فى أى علاقة إنسانية فإنها تسد كل الطرق..أما اذا كانت النهاية غضبا أو سوء تفاهم أو عتاب فإن الأبواب تظل مفتوحة أمام لقاء يجمع الشمل مرة اخرى .. ومن أصعب الأشياء فى نهايات الحب ان تتدخل الكرامة ويسيطر الكبرياء ويتساءل كل طرف من يبدأ بالعتاب ان المرأة ترى ان كبرياءها الغاضب لا يسمح والرجل يرى ان كرامته المجروحة ترفض التصالح وهنا يقف الطرفان بعيداً حتى تجئ لحظة التسامح فينخفض طيف الكبرياء وتهدأ عواصف الكرامة وتتصافح الأيدى وتستعيد المشاعر مكانتها فى القلوب الحائرة .. وفى بعض الأحيان يكون الحب قد حدد نهايته وتمردت القلوب على مشاعرها ويصبح من الصعب ان تخفق مرة اخرى وهنا لا العتاب يفيد ولا التسامح ينفع وتكون نهاية الرحلة التى لا عودة بعدها..كنت دائما اقول ان الحب كائن شفاف وضعيف وانه لا يحتمل كثيرا حماقات البشر .. وهنا علينا ان ننتظر زمنا طويلا حتى يدق ابوابنا زائر جديد قد يجئ وقد لا يجىء وتضيع منا سنوات العمر ونحن فى انتظاره.