توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين يضئ الإنسان وطنا

  مصر اليوم -

حين يضئ الإنسان وطنا

فاروق جويدة

يستطيع الإنسان أن يطيل ربيع أيامه..لأن العمر فصول..ورغم أن الربيع في بلادنا أصبح الآن غريبا ويأتى متخفيا خلف سحابات من التراب والعواصف..

ورغم أن الأزهار لم تعد كما كانت والأشجار تراجعت خصوبتها أمام تقلبات الزمن والأيام، إلا أننا مازلنا نحمل بعض الذكريات عن ذلك الفصل الجميل الذى كان يسمى الربيع..إن الربيع هو الشباب ويستطيع الإنسان أن يعيش أكثر من شباب..أن الشباب الحقيقى ليس فتوة العضلات ولكنه فتوة العقل وصحوة الوجدان والضمير وإذا ترك الإنسان عقله ضحية الكسل والتخلف والسلبية فهو يشيخ قبل الأوان ويتحول إلى هيكل آدمى يحمل ملامح البشر شكلا ولونا وكلاما ولكنه لا يقدم للحياة شيئا..والشعوب الحية هى وحدها القادرة على صياغة حياتها بالعمل والتقدم والابداع..الفرق بين إنسان وإنسان أن هناك من يعيش لكى يبدع وهناك من يعيش لكى يأكل وإذا كان الأكل ضرورة حياة فإن الإبداع ضروة وجود والفرق كبير بين الحياة والوجود..أن الحياة تعنى فقط قيام أجهزة الجسم بالتفاعل مع الأشياء لكى تبقى أما الوجود فهو إحساس يختلف تماما عن مجرد الأكل والمشى والنوم ومشاهدة التليفزيون..إن الوجود يعنى أن الإنسان خلق لكى يشارك في صنع الحياة وليس فقط فرداً يعيش فيها..والمتعة في الوجود غير كل المتع في الحياة .. إن متعة الحياة أن تأكل ولكن متعة الوجود أن تتأمل .. والفرق بين متعة الأكل ومتعة التأمل انك في الأولى تملأ بطنا وفى الثانية تنير عقلا .. ولهذا يستطيع الإنسان أن يعيش في حياته أكثر من ربيع .. انه قادر على أن يحرك وجدانه فيحب البشر والأشياء .. وهو يستطيع أن يضيف إلى عقله كل يوم زادا جديدا فتنمو قدراته على الخلق والإبداع .. وهو يرى انه قادر على أن يطيل عمره من خلال أعمار الآخرين .. هناك إنسان يستطيع أن يضئ شمعة وحيدة يتناول العشاء عليها ثم تخبو وينام .. وهناك إنسان يستطيع أن يضئ وطنا بعقله وإبداعه .. وينام هو ويسهر الآخرون يطوفون أرجاء المدينة ويتحدثون عن هذا الإنسان الذى نام قانعا وأضاء وطنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يضئ الإنسان وطنا حين يضئ الإنسان وطنا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon