توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل يكره الثقافة

  مصر اليوم -

رجل يكره الثقافة

فاروق جويدة

قالت : زوجى يكره ثقافتى ويريدنى امرأة بلا عقل .. انه لا يتحمل الحوار معى حتى فى القضايا اليومية التافهة ..
 ان زوجى رجل عملى يملك اموالا كثيرة وكل دقيقة عنده يحسبها بسعر الدولار والإسترلينى والشكل.. والغريب انه يحرض ابنائى على اسلوبه فى الحياة..هو لا يقرأ فى الصحف غير العناوين واخبار البورصة والاستثمارات وهو يضارب فى كل شىء ويعتقد ان قيمة الإنسان بما يملك..وانا نشأت فى بيئة ثقافية كان والدى قارئا ممتازا رغم انه كان يحترف مهنة الطب..حاولت كثيرا ان اشجع زوجى على حب الثقافة ولكنه يرى ان هذه تفاهات وتضييع للوقت..لماذا يحتقر الرجل الشرقى عقل المرأة لماذا يراها دائما متعة او تسلية او مجرد ممرضة حين تقتحم الشيخوخة حياته ..
قلت : هناك قيم تحكم سلوكيات البشر..وهذه القيم تخضع للتربية والنشأة والمناخ الذى عاش فيه الإنسان..وإذا كانت هناك جوانب تحكم السلوك من حيث الأهمية والقيمة فإن المال فى احيان كثيرة يأتى فى مقدمة الأشياء ولكن هناك جوانب اخرى لا يمكن تجاهلها ومنها الثقافة والفكر والفنون والقدرة على التذوق والإحساس بالجمال فى بعض الأحيان وفى كثير من الحالات يطغى المال على كل شىء فلا يرى الإنسان متعة غيره..انه يعجز ان يرى زهرة جميلة او يسمع اغنية او يقرأ كتابا انه دائم التفكير فى ارصدته وحساباته..وفى السنوات الأخيرة طغى الجانب المادى على حياة الناس بل انه اصبح المقياس الأهم للتمييز بين البشر .. اننا الآن نقيم الإنسان بدفتر شيكاته وليس بعدد الكتب التى قرأها والثقافة التى تحصل عليها..والشىء المؤسف ان الأجيال الجديدة سارت فى هذا الطريق واغرقت نفسها فى تفاهات وسائل الاتصال الحديثة ومع تراجع المستوى الثقافى والفكرى لدى الناس كان الاهتمام الأكبر كيف يحصل الإنسان على مزيد من المال..من حق زوجك ان يفكر كيف يزيد حجم ارصدته فى البنوك ولكن ليس من حقه ابدا ان يحتقر عقلك كما تقولين لأن عقلك هذا يساوى كل اموال الدنيا ..انا شخصيا اخاطب المرأة دائما من عقلها وحين تصبح الثقافة عيبا فهذا هو الجنون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل يكره الثقافة رجل يكره الثقافة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon