فاروق جويدة
نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أن يقدم نفسه للمجتمع الدولى فى صورة تليق بمصر الوطن والشعب والتاريخ..
كان حضوره واضحا بصورة تؤكد احترام العالم لهذا الوطن الكبير وكانت جميع خطواته مدروسة وصريحة وواعية وهو يلقى خطابه الجامع ويلتقى رؤساء الدول ثم وهو يختم لقاءاته مع الرئيس الامريكى اوباما..من حيث الزيارة فقد جاءت فى الوقت المناسب بعد أن اتضحت أمام العالم صورة مصر رغم كل ما تعرضت له من الظروف الصعبة بكل المستويات..من حيث الأثر لا شك أن مواقف كثيرة تغيرت الآن لمصلحة مصر بعد هذه الزيارة ومن حيث الأهمية لا شك أن الرئيس السيسى كان فى حاجة لأن يقدم نفسه للعالم بعد الدعم الكبير الذى حصل عليه من شعبه..وقبل هذا كله فإن الإجراءات التى اتخذها السيسى خلال شهور قليلة فى السلطة ابتداء بمشروع قناة السويس وانتهاء بالإجراءات الاقتصادية الصعبة كانت مسوغات كافية أمام العالم لكى يدرك انه أمام رمز مصرى حقيقى وصادق ويبحث عن مصالح وطنه لقد شوهت جماعة الإخوان المسلمين صورة مصر أمام العالم طوال الفترة الماضية من خلال التنظيم الدولى وقناة الجزيرة ومجموعة المستأجرين لهذه المهمة والشىء المؤكد أن زيارة السيسى وخطابه ومقابلاته قد كشفت للعالم الصورة الحقيقية لما حدث فى مصر بعيدا عن تضليل الإخوان وتنظيمهم الدولى..إن هذه الزيارة يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو علاقات دولية أكثر توازنا وان تنتهى من حياتنا تلك العلاقات الغريبة التى شوهت صورتنا أمام العالم..سوف تعيد أمريكا حساباتها مع مصر فى ظل علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وسوف يسعى الغرب إلى دعم النظام الجديد فى مصر بعد أن تأكد انه ارادة شعبية وليس انقلابا عسكريا كما أشاع البعض وان السيسى رئيس منتخب ولم يقفز على السلطة بقوة الجيش.. إن الوقت يمضى الآن لمصلحة مصر أمام حالة القلق والارتباك التى يعيشها العالم وتمر بها المنطقة. إن الجميع الآن فى حاجة إلى مصر ومن هذه البداية يمكن أن ننطلق نحو بناء مصر الجديدة التى أكدت وجودها وأهدافها ومصالحها فى زيارة الرئيس السيسى لأمريكا.