توقيت القاهرة المحلي 03:26:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رشاوى الانتخابات

  مصر اليوم -

رشاوى الانتخابات

فاروق جويدة

أسوأ ما ترك لنا العهد البائد هو منظومة فساد تأصلت وامتدت فى عشرات السنين حتى وصلت للنخاع..فى الانتخابات البرلمانية السابقة كان التزوير هو السمة الغالبة على لجان الانتخابات..وفى البرلمان الحالى كانت السمة الغالبة هى الرشاوى ولا شك أن الرشوة لم تعد من الأخطاء الجسيمة فى حياة المصريين ابتداء بالتعيين فى الوظائف وانتهاء بالمناقصات مرورا على الأعمال الصغيرة فى المكاتب والخدمات..فى الانتخابات الأخيرة تحدث الكثيرون عن شكاير الفلوس التى كانت توزع أمام اللجان حتى وصلت إلى ألف جنيه للصوت الواحد..وإذا كان العامل الصغير الغلبان يقبل على نفسه الرشوة حتى يذهب للأولاد بدجاجة أو كيلو لحم فماذا يقول عضو البرلمان الراشى وهو يدخل قاعة البرلمان ليتحدث باسم الشعب ويناقش هموم المواطنين وهو يعلم انه وضع بذورا للفساد قبل ان يدخل البرلمان..كيف يقف هذا العضو المحترم ليناقش وزيرا أو يستجوب مسئولا وهو يعلم انه جاء على باطل وضلل الشعب واشترى الأصوات وقبل هذا كله باع ضميره..لا تلوموا الرئيس عبد الفتاح السيسى بسبب مواكب الرشوة التى سيطرت على الانتخابات فهل كان مطلوبا من الرجل ان يعين حارسا على كل مواطن..وماذا سيفعل فى شهور قليلة مع منظومة فساد تشكلت من نفوس فاسدة وضمائر ميتة..ماذا سيفعل أمام مجتمع تهاوت فيه كل القيم والأخلاق وتم تجريفه من كل شىء..ان أفواج الفائزين بالرشاوى التى ستتدفق فى البرلمان الجديد تدرك حجم جرائمها ان من هؤلاء بقايا العهد البائد وهذه الرشاوى حصيلة مال حرام تكدس بالباطل من نهب الأراضى وبيع أصول الدولة وأعمال السمسرة والعمولات وكلها وسائل غير مشروعة استباحت مال هذا الشعب..نحن مازلنا نعيش فى تراث الماضى البغيض وهذا التراث لن يتغير بين يوم وليلة سوف يحتاج زمنا طويلا حتى نتخلص منه..ماذا يفعل اى نظام جديد أمام منظومة فساد طالت كل شىء..ما حدث فى رشاوى الانتخابات يؤكد ان أمامنا مشوارا طويلا حتى نصل إلى شىء يسمى الديمقراطية..نحتاج نهجا سليما ونحتاج قيما حقيقية ونحتاج مسئولين على مستوى المسئولية ونحتاج ان نتخلص فعلا من بقايا هذا الماضى القبيح وقبل هذا كله نحتاج صحوة للضمائر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشاوى الانتخابات رشاوى الانتخابات



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon