فاروق جويدة
احتفلت وسائل الإعلام بالشهيد محمد عطوة ابن الشرقية الذى عثرت على رفاته قوافل حفر قناة السويس الجديدة .. وقامت القوات المسلحة بدفن الرفات فى جنازة عسكرية كعادتها مع أبنائها الشهداء ..
وكانت صدفة غريبة إن يظهر الرفات بعد سنوات طويلة من رحيل صاحبه وكأن الأرض حافظت على ابنها الشهيد الذى وهب حياته فداء لها .. كان الاهتمام بالشهيد واضحا من قواتنا المسلحة
وسوف تصرف أسرته كل مستحقاتها حسب اللوائح والقوانين .. هناك ملاحظة أريد أن اهمس بها فى أذن الزملاء فى أجهزة الإعلام وارى أنها لا تتناسب مع قدسية الحدث وهى نشر رفات الشهيد على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الصحف .. وقد تألمت كثيرا وأنا أشاهد بقايا الرفات تتناثر على صفحات الجرائد .. إن للموت حرمة وللشهيد خاصة مكانة نعرفها جميعا ربما اعتدنا فى تاريخنا على صور الموميات فى المتاحف ولكنها أجساد كاملة ومغلفة بطبقات من الأنسجة التى لا يعرفها احد.. وحين رأيت صور رفات الشهيد فى وسائل الإعلام قلت ان هذا لن يضيف شيئا للأخبار المنشورة كان من الممكن نشر أشياء من متعلقاته بطاقته ورقمه العسكرى وزمزمية المياه إلا أننى لا أجد مبررا لنشر ما بقى من الرفات .. ان هذا يدفعنى أيضا لتكرار نشر صور شهداء الشرطة والجيش فى مناسبات عديدة خاصة شهداء قسم شرطة كرداسة إن لهؤلاء أسرا وأبناء وفى كل مرة تنشر فيها صورهم تتجدد المواجع و الأحزان .. هناك أشياء لابد ان تبقى لها قدسيتها وفى مقدمتها الموت انه قدر علينا جميعا ولكن هناك أشياء لا مبرر لها ومنها رفات الشهيد الذى ظهر بعد سنوات طويلة من رحيله .. إن تكريم الجسد أن نحفظ قدسيته ولا يصير مشاعا على صفحات الجرائد والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى .. لا ينبغى أن يكون السبق الصحفى أو الإعلامى أهم من أخلاقيات المهنة .. ولا اعتقد أن نشر صور الرفات سبق صحفى مهما كانت نتائجه.. للجسد حرمة حيا .. وميتا فما بالك إذا كان رفات شهيد.