توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان الذى كان

  مصر اليوم -

رمضان الذى كان

فاروق جويدة

مازال يعيش فى خيالي وذاكرتي رمضان الشيخ محمد رفعت بقرآته وأدائه الرصين وتواشيح النقشبندى والفشنى وفوازير آمال فهمى وصلاح جاهين ..
 وألف ليلة وليلة لطاهر ابو فاشا ومسلسل وحيد كنا نسمعه فى الإذاعة يوم اقتنع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ليؤدى دورا أمام نيلى مازال رمضان فى ذاكرتي الفانوس أبو شمعة مصنوعا من الصفيح وكان ثورة يوم أن ظهر لأول مرة بين أطفال قريتنا .. مازالت أجمل ذكريات رمضان فى خاطري، الأسرة وهى تلتف حول طعام الإفطار وكان غنيا وبسيطا وشهيا ليس فيه السمن النباتى المضروب ولا زيت السيارات ولا الخضراوات المسرطنة بسبب البذور والمبيدات والأسمدة .. وكان أهالي القرية يتبادلون الطعام ويجلس الجميع على طعام واحد .. وكانت أعداد كبيرة من الجيران المسيحيين يتناولون طعامهم سرا حتى لايراهم الأشقاء المسلمون وهم مفطرون وكان بعضهم يصوم رمضان تعاطفا وحبا وكان البيت فى الريف المصرى فيه الطيور والألبان والعسل والخضراوات والخبز الطازج ولم يكن الريف قد عرف طريقه إلى مخابز المدينة واللبن المبستر والطيور المجمدة والخضراوات الفاسدة.. كنت تدخل البيت الريفي في أي وقت وتجد خيرات مصر على كل باب ..لم يكن الفلاح المصري يذهب ليشترى طعاما من المدينة وكان يعتبر ذلك عيبا أن يشترى طعامه من البندر كان يذهب الى سوق المدينة ليبيع الطيور والبيض و السمن والخضروات والألبان ويشترى ما يحتاج من السكر والشاي وبعض الفاكهة واللحوم .
في هذا الزمان البعيد كانت العلاقات الإنسانية أكثر عمقا وكان الإيمان أكثر تجردا وكانت النفوس أكثر صفاء.. كلما عادت إلى الذاكرة هذه الصور التي تلاشت مع صخب المسلسلات وتجارة الخبز وأحاديث الدعم والأمراض التي اجتاحت حياة الناس والجرائم التي تهز أرجاء المجتمع كل ليلة والتجاوزات في الحوار والكلام والسلوكيات والأخلاق .. كلما شاهدت وسمعت ذلك ترحمت على رمضان الجميل الذي جمعنا يوما حول مائدة واحدة من الطعام الحلال .. والتدين الجميل والنفوس الصافية الراضية القنوعة ما الذى تغير فينا..هل هو الانسان أم هى الحياة..أم أنه الجشع والجرى وراء المال .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان الذى كان رمضان الذى كان



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon