توقيت القاهرة المحلي 19:41:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان الذى كان

  مصر اليوم -

رمضان الذى كان

فاروق جويدة

مازال يعيش فى خيالي وذاكرتي رمضان الشيخ محمد رفعت بقرآته وأدائه الرصين وتواشيح النقشبندى والفشنى وفوازير آمال فهمى وصلاح جاهين ..
 وألف ليلة وليلة لطاهر ابو فاشا ومسلسل وحيد كنا نسمعه فى الإذاعة يوم اقتنع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ليؤدى دورا أمام نيلى مازال رمضان فى ذاكرتي الفانوس أبو شمعة مصنوعا من الصفيح وكان ثورة يوم أن ظهر لأول مرة بين أطفال قريتنا .. مازالت أجمل ذكريات رمضان فى خاطري، الأسرة وهى تلتف حول طعام الإفطار وكان غنيا وبسيطا وشهيا ليس فيه السمن النباتى المضروب ولا زيت السيارات ولا الخضراوات المسرطنة بسبب البذور والمبيدات والأسمدة .. وكان أهالي القرية يتبادلون الطعام ويجلس الجميع على طعام واحد .. وكانت أعداد كبيرة من الجيران المسيحيين يتناولون طعامهم سرا حتى لايراهم الأشقاء المسلمون وهم مفطرون وكان بعضهم يصوم رمضان تعاطفا وحبا وكان البيت فى الريف المصرى فيه الطيور والألبان والعسل والخضراوات والخبز الطازج ولم يكن الريف قد عرف طريقه إلى مخابز المدينة واللبن المبستر والطيور المجمدة والخضراوات الفاسدة.. كنت تدخل البيت الريفي في أي وقت وتجد خيرات مصر على كل باب ..لم يكن الفلاح المصري يذهب ليشترى طعاما من المدينة وكان يعتبر ذلك عيبا أن يشترى طعامه من البندر كان يذهب الى سوق المدينة ليبيع الطيور والبيض و السمن والخضروات والألبان ويشترى ما يحتاج من السكر والشاي وبعض الفاكهة واللحوم .
في هذا الزمان البعيد كانت العلاقات الإنسانية أكثر عمقا وكان الإيمان أكثر تجردا وكانت النفوس أكثر صفاء.. كلما عادت إلى الذاكرة هذه الصور التي تلاشت مع صخب المسلسلات وتجارة الخبز وأحاديث الدعم والأمراض التي اجتاحت حياة الناس والجرائم التي تهز أرجاء المجتمع كل ليلة والتجاوزات في الحوار والكلام والسلوكيات والأخلاق .. كلما شاهدت وسمعت ذلك ترحمت على رمضان الجميل الذي جمعنا يوما حول مائدة واحدة من الطعام الحلال .. والتدين الجميل والنفوس الصافية الراضية القنوعة ما الذى تغير فينا..هل هو الانسان أم هى الحياة..أم أنه الجشع والجرى وراء المال .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان الذى كان رمضان الذى كان



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 02:31 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

طريقة عمل اللازانيا باللحمة المفرومة

GMT 00:00 2023 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كولر يدرس تصعيد شباب الأهلي بعد تألقهم مع منتخب الشباب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon