فاروق جويدة
ظل سامى متولى سنوات طويلة يدخل مبنى الأهرام في السابعة صباحا ويتركه حين ينتصف الليل..وكان الأهرام في حياته البيت والعمل والاصدقاء..وعاش متنقلا بين جلسات ومعارك مجلس الشعب أكثر من خمسين عاما تبدلت فيها الوجوه ورحل من رحل وبقى من بقى..كان مهنيا من طراز رفيع في إخلاصه وولائه للعمل وحرصه على ان يتابع الأشياء بدقة بكل التواضع والجدية.
.سامى متولى صديق من أصدقاء الزمن الجميل عشنا سنوات طويلة نلتقى صباح كل يوم نحلم ونحكى ونفكر ونعمل وكانت غاية أحلامنا كلمة تقدير نسمعها من أستاذ الجميع محمد حسنين هيكل في العصر الذهبى للأهرام..وقد أهدانى أخيرا العزيز سامى متولى كتابا يحكى فيه قصته مع الأهرام بعنوان "خمسون عاما حباً في الاهرام والبرلمان"..
والواقع ان العلاقة بين الأهرام وأبنائه علاقة حب للجريدة المكان والبشر والحبر والمطبعة وسنوات العمر التى منحناها لهذا الصرح العريق بكل الحب والعرفان..في كتابه يتحدث سامى متولى عن رحلته في هذه الدار العريقة في عهود مختلفة بدأناها مع الأستاذ هيكل وهو يشيد هذا المبنى العريق ويجعل منه واحدة من أهم واكبر المؤسسات الصحفية في العالم ..وكبرنا وتعددت الوجوه أمامنا..
ان اكبر كتاب مصر في الأهرام واكبر توزيع لصحيفة في الأهرام واكبر موارد الإعلانات في الأهرام واكبر مصداقية صحفية هى الأهرام..يتحدث سامى متولى فى كتابه عن حكايات كثيرة عن اكبر مكافأة يحصل عليها واحد من أبنائها حين منحه الأستاذ هيكل مكافأة 500 جنيه عن انفراد الأهرام بتوقيع اتفاقية الوحدة بين مصر وليبيا وسوريا بين الرؤساء السادات والقذافى والأسد في طرابلس بداية السبعينيات..رحلة من الذكريات الممتعة والبسيطة حملنا فيها مدير تحرير الأهرام لسنوات طويلة ..هكذا كان سامى متولى أطال الله عمره ومتعه بالصحة فارسا من فرسان هذه المؤسسة العريقة..رغم ان من حق المقاتل ان يستريح إلا اننى حزنت كثيرا حين رأيت رموز الأهرام الكبار يتركون الساحة في عهد الإخوان أمام شبح يسمى المعاش وكان سامى متولى واحدا من الكتيبة التى عشقت الأهرام بجنون ولم يبخل عليها بعمر أو جهد أو عطاء.