فاروق جويدة
كان العداء بين امريكا وايران اكبر من العداء بين العراق وامريكا..وكان العداء بين الخمينى وامريكا اكبر من العداء بين صدام حسين وامريكا..ورغم هذا احتلت امريكا العراق ولم تفكر فى احتلال ايران او حتى الاعتداء عليها.
وفى الحرب العراقية الإيرانية التى استمرت 8 سنوات صدرت أمريكا السلاح لإيران والعراق معا وتخلصت من القوتين بعد ان استنزفت الحرب ميزانية البلدين.. واستعانت امريكا بإيران فى اثناء احتلالها العراق واشعلت الفتنة بين ابناء الشعب العراقى حيث تم استبعاد العشائر العراقية السنية من الساحة السياسية تماما واصبحوا من مواطنى الدرجة الثانية..والآن تتجه امريكا الى الإستعانة بإيران عسكريا داخل العراق رغم كل الخلافات حول مشروع ايران النووي..
احتلت امريكا العراق تحت شعار مواجهة اسلحة الدمار الشامل وكذبت على العالم فى حين كانت ايران تكمل مشروعها النووى على مسمع ومرأى من الإدارة الأمريكية وكانت امريكا تستطيع توجيه ضربة عسكرية للتخلص من هذا المشروع ولكنها لم تفعل والأن تنتظر امريكا من ايران الثمن فى العراق..ان ما يحدث فى العراق ليس فقط ثورة ضد السيطرة الأمريكية الإيرانية على العراق ولكن العشائر العراقية تشعر بظلم شديد بعد ان تم تهميشها والاعتداء على حقوقها.. لقد نهبت امريكا بترول العراق واعطت ايران فرصة فريدة لفرض سيطرتها على القرار العراقي..
والآن لن يكون غريبا ان ترسل ايران قوات عسكرية لمواجهة العشائر العراقية التى تحركت نحو بغداد وهذه نقطة التقاء وتقارب بين ايران وامريكا وقد تدخل اسرائيل على الخط ونجد انفسنا امام الثلاثى الجديد امريكا ايران اسرائيل ويكون توزيع الغنيمة العربية هو الغاية والهدف.. نحن امام اربع دول عربية يجرى تقسيمها الآن هى سوريا والعراق وليبيا واليمن والبقية تأتى وهذه الدول تشهد حروبا اهلية والغريب ان ايران تلعب دورا كبيرا فى سوريا وهى صاحبة الدور الأكبر فى العراق ولها جسور قوية فى لبنان وكانت تحلم ان تلعب دورا اكبر فى غزة حتى تكون قريبة من سيناء خاصة ان هناك دعما امريكيا وراء ذلك كله..كان احتلال العراق نقطة البداية ونحن امام سايكس بيكو جديدة بدعم امريكى ايرانى واسرائيل لن تكون بعيدة عنه .