بقلم فاروق جويدة
عشت سنوات أحب أغنية ست الحبايب للراحل العظيم محمد عبد الوهاب مع كلمات الرائع حسين السيد والمبدعة فايزة احمد .. كنت اعيش اجمل اللحظات مع هذه الأغنية التى تسربت الى كل بيت واصبحت انشودة نرددها للأمهات كانت الأسرة تجتمع حولها فى عيد الأم ولم أكن يومها اعرف ان هذه الأغنية تحرك جراحا كثيرة لهؤلاء الذين رحلت امهاتهم ومنذ رحلت أمى اصبحت هذه الأغنية عبئا ثقيلا على قلبى وافضل دائما ان اهرب منها .. ان الإنسان يجرب فى حياته كل الوان الحب ولكنك لن تجد إنسانا يحبك اكثر من نفسه إلا أمك انها تعطى بسخاء دون انتظار للمقابل انها تراك اعظم الناس فى هذه الأرض مهما كنت بسيطا وحين تكبر امام عينيها ويخبو ضوء العينين تحجب ما بقى من ضياء عيونها لعله يرشدك ويعينك فى رحلة الحياة..انها تدخر كل شئ لك ما بقى لها من العمر وما بقى لها من الصحة انها تعتقد انها خلقت من اجلك انت وحين تكبر امامها فهى لا تراك ابدا إلا ذلك الطفل الذى احتضنته ومنحته العمر والشباب والحياة..جرب فى حياتك العشرات من قصص الحب وسوف تواجهك مزادات وصفقات فى علاقات كثيرة ولكن هناك صدر واحد سوف يحتويك كل العمر فى صحتك ومرضك وفى غناك وفقرك وفى عذابك وفرحك..انها امك انت قطعة منها تشكلت من دمها وسرت فى عروقها وعشت معها روحا تنطلق فى سماء روح وجسدا يتشكل منها يوما بعد يوم.. وإذا كانت قد احتوتك روحا وصاغتك جسدا فهى بعد ذلك منحتك اول درس فى الحب واجمل درس فى الحنان واصدق دروس الحياة فى العطاء..سوف تجد قلوبا كثيرة احبتك وشاركتك رحلتك فى الحياة ولكن حب الأم شئ لا يتكرر ابدا..انها نسخة وحيدة فى هذا الكون وحين خلق الله الرحمة جعلها اجمل ما فيها وحين خلق الحنان جعلها سلطانة على كل القلوب وحين غرس الحب فى الأرض توجها ملكة على كل المحبين.. حتى وهى فى رحاب خالقها سبحانه تبقى دائما ست الحبايب كل سنة وكل الأمهات بخير.